... بل إعلام فاسد فاسد فاسد!!

نشر في 27-05-2009
آخر تحديث 27-05-2009 | 00:00
 سعد العجمي الفساد ينخر في جسد أغلب صحفنا ووسائل إعلامنا، وهي حقيقة وإن أنكرها البغلي أو غيره، تبقى واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فالمال السياسي لم يؤثر في انتخاباتنا فقط، ولا في سلوك بعض نوابنا للأسف، بل إنه بدأ يلوث صحافتنا.

الكاتب علي البغلي، ومنذ إعلان نتائج الانتخابات هاجم بقسوة النائب مسلم البراك في أكثر من مناسبة ومقال، وبأسلوب وعبارات جاوزت حدود النقد الموضوعي، ولامست سقف التجني، فيما يبدو أنه أحد توابع وارتدادات زلزال مسلم الذي أحدثه في الدائرة الرابعة بعد تلك الأرقام التي أفرزتها صناديق الاقتراع وحملت إشارة (صح) أمام اسم البراك، والتي اتضح أنها أغاضت البغلي وغيره، وسببت لهم «حكة» في أعلى فروة الرأس.

لن أعلق هنا على جزئية البراك، فالأرقام التي حصدها كفيلة بالرد على البغلي وغيره لأربعة دهور وليس لأربع سنوات، لكن ما يستحق الرد والتعقيب، هو ما كتبه في زاويته بالزميلة «القبس» يوم أمس تحت عنوان (إعلام مشرق... وبرلمان فاسد) لأن فيه تشويها للحقيقة ومخالفة للواقع.

البغلي ينفي، جملة وتفصيلا، تهمة الفساد عن الإعلام المحلي، ويلصقها مباشرة بالبرلمان وأعضائه، معززاً نفيه بتقرير منظمة «مراسلون بلا حدود»، وبتقرير آخر صادر عن مركز عمان (الأردن) لحقوق الإنسان، اللذين وضعا الكويت في المرتبة الأولى عربيا من حيث الحريات الصحافية.

مؤسف أن تكون «الحرية» الصحافية هي مقياس النزاهة والخلو من الفساد، في مفهوم نائب ووزير سابق وكاتب صحافي بحجم علي البغلي، فتلك التقارير تبني تقييمها للحريات على الأجواء التي يعمل فيها الصحافي وحقه في الحصول على المعلومة، والعقاب في قضايا النشر من حبس وغيره، ومدى ملكية الحكومات للصحف وما إلى ذلك من أمور تنظيمية.

اليوم تتمتع السلطة الرابعة لدينا بكل تلك المقومات، لكن الفساد ينخر في جسد أغلب صحفنا ووسائل إعلامنا، وهي حقيقة وإن أنكرها البغلي أو غيره، تبقى واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فالمال السياسي لم يؤثر في انتخاباتنا فقط، ولا في سلوك بعض نوابنا للأسف، بل إنه بدأ يلوث صحافتنا التي كانت وإلى وقت قريب عصية عليه.

صحف مشبوهة «فاجرة» في خصومتها، بدأت تتوالد، لا يُعرف من أين يأتي تمويلها، توزع مجانا في بعض الدوائر الانتخابية تحديداً، وتستهدف نوابا بعينهم، يعرف أهل الكويت جميعهم مدى نزاهتهم ونظافة أيديهم، لا لشيء سوى أنهم اتخذوا موقفا سياسيا لم يعجب البعض.

محطات فضائية فتحت أبوابها للنكرات وسقط القوم والرويبضات، للنيل من الشخوص والعائلات والقبائل ونواب الأمة، وصورت وطننا وكأن أهله شعوب وقبائل وأحزاب، متناحرة متقاتلة، يوشك بعضهم أن يفتك بالآخر، وكأن ما يجمع أبناء هذا الوطن أوهن من بيت العنكبوت، فشرخت جدار الوحدة الوطنية، وأذكت نَفَس الطائفة والقبيلة، وقسّمت المجتمع إلى كانتونات مذهبية وعرقية.

وسائل إعلام شرعت للبعض، وأغلقت أمام البعض الآخر، تحملت تكاليف حملات انتخابية لمرشحين بعينهم، وسخرت برامجها لإسقاط آخرين، وبعد هذا كله يأتي البغلي ليقول إن إعلامنا ليس فاسداً!!

لدينا سقف مقبول من الحريات الإعلامية، نعم، ولكن في المقابل لدينا كم كبير من الفساد في وسائل إعلامنا، لدينا برلمانيون فاسدون، ربما، لكن المؤكد أنهم ليسوا من أولئك الذين دأب البغلي وبعض الصحف والفضائيات على مهاجمتهم بين فترة وأخرى.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top