تسعى ردود فعل المتشددين الموجهة ضد المرشحة الدكتورة «اسيل العوضي»، وقبلها الأكاديمي الدكتور «أحمد البغدادي» إلى وأد شعبيتها المدهشة، ونفي حضورها البهي المحتشم، وكل مناقبها الإنسانية والعلمية التي يخبرها من تابعها عن كثب، فضلا عن بعض الاستجابات المصطنعة والمسيسة.

Ad

• في مناخ المعركة الانتخابية الملبد بالإشاعات، وبرق ورعد الدعايات، وغبار «طوز» الغمز واللمز والنميمة، وما إلى ذلك من أعاجيب وغرائب خارجة من رحم المنافسة العمياء والعوراء! خذ عندك مثلا ذلك «النقد» الممجوج الطافح بالروح الإقليمية البغيضة الذي لم يجد في المرشحة الدكتورة «رولا دشتي» عيباً سوى عدم إجادتها اللهجة الكويتية! ناسين ومتناسين أن جل أطفال الكويت، قبل سن المدرسة يرطنون بـ»الأوردية، والإنكليزية، والفرانكوآداب» التي تلعلع بها المربيات «الأمهات بالوكالة» اللواتي يتولين تربية الأولاد والأحفاد من المهد حتى سن مرحلة التعليم المتوسط!

زد على ذلك مسألة افتراضية يحتمل حضورها في مقار المرشحين المحتملين في السنوات «الجاية»، وهي إمكانية وجود مرشحين يرطنون باللغات الحية، والمحتضرة، والميتة، من جراء زيجات الفحول الكويتية من «المربيات» إياهن! فنجد المرشح الكويتي الخارج من رحم المربية الأجنبية، يخطب خطبة عصماء مرصعة بالمفردات الأعجمية غير العربية! والحق أن الذي يستاهل الاهتمام، والتحذير هو «الانتهاك» الفادح الذي تتعرض له لغة الضاد التي يزأر بها المرشحون في خطبهم العصماء الارتجالية! وهؤلاء من الخير لهم ولنا، وللغة العريبة الجميلة اللجوء إلى لغة ذوي الاحتياجات الخاصة، أو اللغة العالمية المعروفة بـ»السبرانتو» حفاظا على اللغة، وعلى سمعة خطابهم المقلق للرقدة الأبدية للعالم «سيبوية» ما غيره.

• الشخصية الافتراضية الاجتماعية، التي تخلقت في ديوانية الصديق الدكتور «يعقوب يوسف الغنيم» والمعروفة باسم «الباط الكبدي» ليست خيالية كما يبدو لأول وهلة! فلو نظرت حولك في الطلعات البهية لبعض المرشحين وأصخت السمع إلى ما يتفوهون به من مقولات شاعرية، وتصريحات «حنجورية» تفلق المرارة والكبد وكل قطع الغيار الآدمية: لقلت بمرارة: ها هو حضرة «الباط الكبدي» يدب على الأرض!

ألا تراه يتسكع في مقار المرشحين، بسمت المتأبط عدة وعتاد الصيد في الماء العكر، وفقه التشدد النافي للرأي الآخر وصاحبه سواء! وبخاصة: ذلك الفقه المتشدد، الموجه ضد حضور المرأة: ناخبة، ومرشحة، ومشاركة فاعلة في عمارة الأرض، وتنميتها بالأفعال التي تمكث فيها إلى ما شاء الله! والبلية في هذه الفصيلة من المتشددين: تكمن في أنهم لا يكتفون بصيغة أضعف الإيمان لمجابهة ما يعتبرونه منكراً وحراماً ومكروهاً، بل إنهم يطمحون إلى استخدام وسائل أسلحة دمار شامل تبيد الخصوم المنافسين على بكرة أبيهم! كما تبدّى ذلك جلياً في ردود الفعل الموجهة ضد المرشحة الدكتورة «أسيل العوضي»، وقبلها الأكاديمي الدكتور «أحمد البغدادي» والساعية إلى وأد شعبيتها المدهشة، ونفي حضورها البهي المحتشم، وكل مناقبها الإنسانية والعلمية التي يخبرها من تابعها عن كثب، فضلا عن بعض الاستجابات المصطنعة والمسيسة التي تروم إقحام الدكتورة بملهاة «إذنك منين يا جحا» ومتاهة «نظام إذنك منين» بحسب عمنا الشاعر «أحمد فؤاد نجم» زان بيانه وطال عمره ولسانه!