لافتات ما يشبه الوعيد
كَيْفَ يَصوغُ الشّاعِرُ شِعرَهْ
والفاصلُ بَينَ أصابِعِهِ والبَلْطَةِ.. أرفَعُ مِن شَعرَهْ؟ كَيفَ يَخوضُ الثَّلجَ.. ويَبقى مُحتَفِظاً بِسَعيرِ الجَمرَهْ؟ كَيفَ سيَشدو إن مَنَعوا صوتَ عِبارَتِهِ أن يَجتازَ حُدودَ العَبرَهْ؟ كيفَ سَيَنْحو إن أمسى مِن حَذَرٍ يَخشى رَفْعَ الشَّعبِ وَلَو بالضَّمَّةِ أو جَرَّ الحاكِمِ بالكَسْرَهْ؟! عَمَّ سَيَكْتُُبُ.. وَالشّرَفُ الرَّسميُّ رَفيعٌ وَالكَلِماتُ الحُرَّةُ عَورَهْ؟ الشّاعِرُ يَسألُ في حَسرَهْ: أيُّ شُعورٍ سَيَظَلُّ لِشِعْرٍ مَذعورٍ ما بَينَ رَقيبٍ يَكتُبُهُ وَرَقيبٍ يَتَولّى نَشرَهْ؟! *** إن أصبحَ أمراً مَكروهاً وَصْفُ المَكروهِ بِما يَكْرَهْ وَغدا ذِكْرُ السُّوءِ بِسُوءٍ يُكتَبُ للذّاكِرِ سَيِّئةْ تَمحو بِكتابَتِها ذِكرَهْ وَإذا ما أمسَتْ كَلِماتٌ مِثلُ الحُريَّةِ والثّورَهْ شِفْراتٍ لَيْسَ لَها حَلٌّ إلّا بالسَّيرِ على الشَّفْرَهْ.. لَن يَبقى للشّاعِرِ إلّا أن يَنقُدَ أفلامَ السّهرَهْ أو يَحكيَ عن سُوق ِالخُضرَهْ أو يَعرِضَ أحدَثَ أدويَةٍ لِعلاجِ الصّلْعَةِ والقِشرَهْ! *** مِن شأنِ الشّاعِرِ بالأُجرَهْ أن يَزعُمَ مِن غَيرِ حَياءٍ أنَّ الماءَ بِجَوفِ الصّخرَهْ أو يَسحَبَ بالدَّلْوِ سَماءً راكِدةً في قَعْرِ الحُفرَهْ! أو يَركَبَ صَهْوَةَ لُقمَتِهِ وَيَجُوزَ بِها ثُقْبَ الإبرَهْ لِيَصيحَ بِصَمْتٍ مَسدودٍ: إِنَّ لَدَيْنا صُحُفاً حُرَّهْ! لكِنَّ الشّاعِرَ بالفِطرَهْ المَسكونَ بِهَمِّ الدُّنيا والسّاكِنَ في هَمِّ الهِجرَهْ سَيُقَبِّلُ هامَةَ فاقَتِهِ ويُقَطِّعُ قامَةَ لُقمَتِهِ أُضْحِيَةً لِنقاءِ الفِكرَهْ! وَسَيَحمِلُ عَقْبَ طباشيرٍ لِيَخطَّ على الحائِطِ شِعرَهْ. عِندَئِذٍ يأتي الطُّوفانْ وَسَيَصعُبُ حِين تَحَدُّرِهِ فَرزُ السَّطْلِ مِنَ السُّلطانْ وَسيُبصِرُ حتّى العُميانْ كَيفَ يَكونُ خَرابُ البَصرَهْ! أحمد مطر * تنشر بالاتفاق مع جريدة الراية القطرية