حرب تلد أخرى!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن المشكلة في لبنان التي تفجرت غزواً عسكرياً لبيروت الغربية في الثامن من هذا الشهر هي سلاح «حزب الله» الذي يصر أهله وأصحابهم ومن يقف خلفهم على أنه سلاح «المقاومة»!! وعلى أن سلاح المقاومة مقدس ولا يجوز مسه، ولذلك فإن ما يجب أن يكون معروفاً وواضحاً منذ الآن أن اتفاق الدوحة سيكون مصيره مصير اتفاقات كثيرة، في لبنان وفي غير لبنان، تجاوزتها الأحداث قبل أن يجف الحبر الذي كتب به، وأنه في أحسن الأحوال لن يكون أكثر من هدنة مؤقتة. لنتصور كيف سيكون هذا الحوار الذي يجري الحديث عنه، والذي تقرر أن يكون برعاية رئيس الجمهورية الجديد ميشيل سليمان، بينما يشكل أحد طرفيه دولة داخل الدولة اللبنانية، وبينما يصر على أن سلاحه سلاح مقدس، لأنه سلاح مقاومة لا يجوز مسه... إنه سيكون حتماً حوار إملاءات، وإن الذي يعتبر نفسه الغالب في معادلة ما بعد اجتياح بيروت الغربية لن يقبل بأقل من إملاء شروطه على الطرف المغلوب. ولذلك فإنه يجب أن يكون معروفاً ومنذ الآن أنه إذا بدأ هذا الحوار واستمر وفقاً لهذه المعادلة الآنفة الذكر، فإن القوى المنضوية في إطار «تحالف الرابع عشر من آذار» ستجد نفسها تحت ضغط شارعها وأنصارها مجبرة على امتلاك السلاح وإنشاء التشكيلات العسكرية الخاصة بها استعداداً للجولة المقبلة التي ستسبق انتخابات العام المقبل التي يسعى «حزب الله» وحلفاؤه إلى تحويلها إلى انقلاب سياسي، يكملون به ما لم يُستكمل في انقلاب الثامن من هذا الشهر العسكري. يجب انتظار أن تلد الحرب الأخيرة، التي شنها «حزب الله» باسم المقاومة على بيروت الغربية، وحاول إيصالها إلى منطقتي الجبل والشوف وإلى المناطق المسيحية، لو لم يتفاجأ بما هو ليس في حساباته، حرباً أخرى جديدة (مع الاحتفاظ للسيد سعد البزاز بالحق في هذا الاصطلاح) مادام أن حسن نصرالله، «سيد المقاومة» مصرٌّ على عدم المس بسلاحه، ومصرٌّ على التمسك بالدولة التي يقيمها، ومصرٌّ على البقاء في التحالف الإقليمي الذي يفتخر بالانتماء إليه ومُصرٌّ أيضاً على عدم الاندماج في الدولة اللبنانية. عندما يرفع حسن نصرالله شعار: «السلاح لحماية السلاح» ويصر على التمسك بهذا الشعار حتى بعد اتفاق الدوحة، فإن هذا يعني أن هناك حرباً جديدة قادمة لا محالة، وأن حرب الثامن من هذا الشهر ستلد حرباً أخرى بالتأكيد، وأن لبنان، هذا إذا بقيت الأمور تسير على هذا النحو، سيكون بانتظار أكثر من فراغ دستوري... خصوصاً وقد أصبح هناك «ثلثٌ معطل» سيُستخدم حتماً لتعطيل كل من لا يعجب «فسطاط المعارضة والمقاومة». * كاتب وسياسي أردني