لم تُبد رئيسة نادي الفتاة الرياضي ارتياحاً من سياسة التمييز التي تواجَه بها الرياضة النسائية في الكويت، ودعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى تخصيص الأموال والمنشآت الرياضية الكافية لدعم حركة رياضية نسائية فاعلة.

Ad

قللت رئيسة نادي الفتاة الرياضي مها المطوع من الطرح الديني المعرقل للحركة الرياضية النسائية في الكويت، وقالت مها المطوع في تصريح لـ«الجريدة» إن مسالة المحافظة على التقاليد الاجتماعية تأتي على رأس أولويات العاملات في مجال الرياضة النسائية، ولفتت إلى أن الظروف التي أحاطت بتحول نادي الفتاة إلى ناد رياضي قد وضعت هذه المسألة في مكانها الصحيح، ولم يكن هناك اعتراض عليها، لاسيما أن المجتمع الكويتي قد جبل على المحافظة من دون غلو أو تعصب.

وعزت المطوع تراجع المستوى الفني للرياضة النسائية إلى ضعف المشاركات الخارجية للرياضيات الكويتيات، وقالت إن نادي الفتاة لا يحصل إلا على بطولة واحدة أو اثنتين في السنة، أما المعسكرات فإنها تتعرض لحجب شبه تام، وهو ما يؤثر سلبا على المستوى الفني للاعبات، ويظهر ذلك أثناء التنافس مع الفرق النسائية الخليجية، لا مع الفرق الاجنبية الاخرى، وتضيف: ماذا يمكن لناد يضم 8 فرق نسائية أن يفعل بمبلغ 66 ألف دينار يخصص للصرف على الأنشطة الداخلية والخارجية؟ بينما تصرف مبالغ تصل إلى ربع هذه الميزانية على فرق للشباب الذكور في بطولات خارجية فقط!!

وطالبت المطوع بضرورة انشاء نواد للرياضة النسائية في كل محافظة، وعدم الاكتفاء بنادي الفتاة الحالي، الذي لم يعد يستوعب اعداد الراغبات في ممارسة الرياضات المختلفة، وذكرت أن الاعداد التي تأتي للتسجيل في النادي في فترة الصيف تعتبر كبيرة بالقياس إلى حجم استيعاب النادي وطاقته، وهي علامة تبرز رغبة الشابات في ممارسة الرياضة التي يجب أن تنال أهمية كبيرة في اي مجتمع حضاري.

وقالت المطوع: ان قلة عدد المدربات ينعكس سلبا على الرياضة النسائية في الكويت، اضافة إلى قلة عدد المنشآت الرياضية، فنادي الفتاة يفتقد إلى اليوم وجود حمام للسباحة، وأن انجاز الصالة متعددة الاغراض التي سيتم استلامها قريبا لا يغني عن وجود حمام سباحة، بسبب الطلب المتزايد من قبل محبي هذه الرياضة.

وانتقدت المطوع حجم الدعم السنوي الذي يحصل عليه النادي البالغ 70 ألف دينار، وهو مبلغ ضئيل لا يمكن ان يواجه متطلبات الحديث عن رياضة نسائية في الكويت.

وناشدت وزارةَ التربية بذل مزيد من الجهد من أجل دعم الرياضة الطلابية في المدارس وتوعية اولياء الأمور بأهمية مثل هذه الانشطة التي بدأت الخشية منها في السنوات الأخيرة لاسباب اجتماعية واهية.

ودعت المطوع القائمين على الحركة الرياضية في الكويت إلى نبذ لغة العضلات وفرض السيطرة على الحركة الرياضية النسائية، عبر اقامة مبدأ العدل والمساواة بين الأندية من دون تمييز على أساس الجنس، واعطاء المرأة الكويتية حقها في الرياضات المختلفة، لأن مشاركتها في النهاية ستنعكس على صورة الدولة في الداخل والخارج، حيث أصبحت الرياضة اليوم لغة دبلوماسية جديدة.

وأثنت المطوع على بعض الأندية الشاملة، من خلال رعايتها لبعض الأنشطة الرياضية النسائية، كفريق كرة الطاولة في نادي السالمية والمبارزة في نادي الكويت.

وطالبت في نهاية حديثها مع «الجريدة» الهيئة العامة للشباب والرياضة بأن تكون منصفة في تعاملها مع جميع النوادي، ودعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى زيادة الدعم المادي للفرق واستكمال منشآتها الرياضية.