وجهة نظر : على جنب يا أسطى... إنساني رقيق

نشر في 23-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 23-06-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين

يمكنك أن تتقبل فيلم «على جنب يا أسطى» للمخرج المقتدر سعيد حامد، وأن تحبه، إذا رضيت بخط درامي بسيط، واكتفيت بشخصية رئيسة هي صلاح سائق التاكسي، التي أداها برهافة الفنان أشرف عبد الباقي.

يمتاز الفيلم بطابع فكاهي ساخر وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، تصوير مصطفى عز الدين، مونتاج منار حسني، ديكور عماد الخضري، موسيقى خالد حماد.

إنه خط درامي بسيط وليس ضعيفاً، يجسد خط الحياة اليومية لهذا السائق، الذي يبدأ عمله، ورثه عن والده الراحل، في شوارع القاهرة سائقاً للتاكسي طوال النهار، ويقدم من خلالها لمحات من حياة مواطنين عاديين، يطلبون منه نقلهم إلى مكان معين، أو كما يقول، يبدأون بالسؤال: فاضي يا أسطى؟ ثم يبدأ تبادل الكلام وبعد الحديث والتعارف، ينتهي فجأة كل شيء بكلمة عند نهاية المشوار هي «على جنب يا أسطى»، ومنها جاء العنوان.

لذلك بدا الفيلم مليئاً بالحكايات والنماذج البشرية المتنوعة والمتباينة، أو كما تقول الأغنية في الفيلم: «دنيا عاملة زي التاكسي... بيعدي وبيودي... دنيا... فيها اللي سايب نفسه ليها... وفيها اللي مش عاجبه حاجة فيها»...

من هنا يختلف «الذوق» على هذا البناء في الدراما، ثمة من يتقبله كصورة عامة للحياة والمجتمع من خلال رحلات مع سائق تاكسي طيب، غني بإنسانيته ومشاعره، وثمة من يراه أقرب إلى حلقات درامية قصيرة، ما يطلق عليه في التلفزيون حلقات متصلة ومنفصلة في الوقت نفسه.

تعاني عائلة هذا السائق، التي تظهر بين الحين والآخر وهي مكونة من أمه (خيرية أحمد)، زوجته منار (روجينا)، أطفاله، وشقيقه مرعي (آسر ياسين)، من ابتعاد هذا الأخير عن البيت منذ وقت طويل، ما يزعج الأم تحديداً ليل نهار، بالإضافة إلى الخطر الذي يحيق به لدخوله في عالم قاس من المجرمين، وإن بدا وسطهم كبلطجي طيب ومجرم لديه الاستعداد للتوبة والابتعاد عن الانحراف، كونه ليس في طبيعته وتكوينه، والعودة إلى الحياة السوية وسط الأهل.

يبقى... كيف يقدم الفيلم خطه الدرامي البسيط وشخصيته الرئيسة؟

صلاح مكافح حنون محب للناس، لكن لن تلبث أن تكتشف أنه يفتقد إلى الحنان والحب، يتعرف إلى نور (الممثلة الصاعدة أروى المتميزة بأدائها المقنع ووجهها المريح)، تطلب منه نقلها إلى مكان ما، في ما بعد يلتقيها مرات عدة، وتكرر طلبها أن يوصلها إلى أحد الأمكنة، أو إسداء خدمة تحتاج إليها، فهي تعاني وشقيقتها من مشاكل مع طليق هذه الأخيرة. سرعان ما يتحول الأمر بين صلاح ونور، من سائق تاكسي وراكبة، إلى علاقة صداقة متينة وجميلة. بينما بقيت هذه العلاقة على مستوى الصداقة بالنسبة اليها، نمت في قلبه مشاعر حب رقيق راح يتعمق يوماً بعد يوم، وفي أحد المشاهد المؤثرة ردد في قلبه وهو في التاكسي، بعدما ابتعدت نور، بأداء مرهف لأشرف عبد الباقي وبكلمات آسرة: «وكأني ورثت التاكسي كي أعمل عليه وأتعرف عليها لأمر بهذه اللحظة».

ظلت مشاعر صلاح جيدة بالنسبة الى زوجته منار (يستوقفه التشابه بين الاسمين في أحد المشاهد)، يصفها أكثر من مرة في الفيلم بأنها: «إنسانة عادية»، ترعى البيت وتهتم بشؤونه، لكنها لا تلبي احتياجات وجدانية حقيقية لديه، فأتت نور لتمس شغاف قلبه وتهز وجدانه بعنف، إلا أنه سرعان ما يستفيق في مشهد قبل النهاية حين تقدم له خطيبها، النجم أحمد السقا، مؤدياً مشهداً واحداً.

زخر الفيلم بالنجوم الذين شاركوا في مشهد أو اثنين منهم: سمير غانم، محمود الجندي، زيزي البدراوي، أحمد رزق، ماجد الكدواني، شمس، أحمد صيام، علاء مرسين، الفنان الكويتي داوود حسين...

إنهم أقرب إلى ضيوف شرف، جاؤوا مجاملة أو محبة لزميلهم الفنان أشرف عبد الباقي وهو يستحق.

back to top