الطريق إلى نزع السلاح النووي
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
أولاً، أحث الأطراف الموقعة على معاهدة منع الانتشار، خصوصا الدول المسلحة نووياً، على الوفاء بالتزامتها بموجب المعاهدة، وذلك بإجراء المفاوضات اللازمة لاتخاذ التدابير الفعّالة القادرة على نزع الأسلحة النووية. ومن الممكن أن تتفق هذه الدول على إطار عمل يشتمل على آليات تنفيذ مشتركة، أو ربما تفكر في التفاوض من أجل إقرار معاهدة جديدة خاصة بالأسلحة النووية، مدعومة بنظام تفتيش قوي، كما اقتُرِح منذ مدة طويلة في الأمم المتحدة. ولقد قمت بتوزيع مسوَّدة لمثل هذه المعاهدة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كافة، وهو ما يشكل نقطة انطلاق معقولة. يتعين على القوى النووية أن تشارك بفعالية مع الدول الأخرى في معالجة هذه القضية في إطار مؤتمر نزع السلاح في جنيف، والذي يشكل المنتدى العالمي التعددي الوحيد لمناقشة نزع الأسلحة النووية. ولسوف يرحب العالم أيضاً باستئناف المفاوضات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتصل بتقليص ترسانتيهما من الأسلحة النووية على نحو حقيقي ملموس ويمكن إثباته. يتعين على الحكومات أيضاً أن تستثمر المزيد في الأبحاث وسبل تنمية أساليب التحقق والتفتيش. وكان اقتراح المملكة المتحدة باستضافة مؤتمر تنظمه الدول المسلحة نوويا للاتفاق على كل ما يتصل بسبل التحقق والتفتيش بمنزلة خطوة ثابتة في الاتجاه الصحيح.ثانياً، يتعين على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن تبدأ في إدارة المناقشات الخاصة بالقضايا الأمنية المرتبطة بعملية نزع الأسلحة النووية. كما يتعين على الدول غير الموقعة على معاهدة منع الانتشار أن تجمد قدراتها الخاصة بتصنيع الأسلحة النووية وأن تتعهد بالتزامات خاصة من جانبها فيما يتصل بنزع الأسلحة.ثالثاً، لابد من تجميد الاختبارات النووية وعمليات إنتاج المواد الانشطارية. ونحن في حاجة إلى بذل جهود جديدة لفرض المعاهدة الشاملة لحظر الاختبارات النووية، ولدفع مؤتمر نزع الأسلحة إلى البدء في المفاوضات الخاصة بمعاهدة المواد الانشطارية على الفور، ودون شروط مسبقة. إني أعلن تأييدي لإنشاء منطقة خالية من الأنشطة المتعلقة بتصنيع الأسلحة النووية في وسط آسيا وإفريقيا، وأدعم بكل قوة الجهود الرامية إلى إنشاء مثل هذه المنطقة في الشرق الأوسط، وأحث البلدان الموقعة على معاهدة منع الانتشار كافة على إتمام اتفاقياتها الثنائية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتبني سبل الوقاية المعززة بموجب البروتوكول الإضافي.رابعاً، كثيراً ما توزع الدول المسلحة نووياً تفاصيل الجهود التي تقوم بها لملاحقة هذه الأهداف. بيد أن هذه التفاصيل نادراً ما تصل إلى عامة الناس. وأنا أدعو الدول المسلحة نووياً إلى إرسال مثل هذه المواد والمعلومات إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة وتشجيع نشرها على نطاق واسع. إن الافتقار إلى أي تقدير جدير بالثقة للعدد الإجمالي للأسلحة النووية التي يحتوي عليها العالم ليشهد على حاجتنا الشديدة إلى قدر أعظم من الشفافية.وأخيراً، يتطلب الأمر اتخاذ عدد من التدابير التكميلية التي تتضمن إزالة كافة الأشكال الأخرى من أسلحة الدمار الشامل؛ وبذل جهود جديدة لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تستخدم أو قد تستخدم أسلحة الدمار الشامل؛ والحد من إنتاج وتجارة الأسلحة التقليدية؛ وحظر إنتاج أي أسلحة جديدة، بما في ذلك الصواريخ وأسلحة الفضاء. إذا كانت جهود نزع الأسلحة صادقة ومحققة فإن القدرة على القضاء على التهديد النووي سوف تتنامى إلى حد كبير. ومع نجاحنا التدريجي في تطهير العالم من أشد الأسلحة فتكاً فإن هذا من شأنه أن يجعل من تنفيذ الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة الدمار الشامل أمراً أكثر صعوبة.إن هذه المقترحات تمهد الطريق أمام بداية جديدة، ليس فقط فيما يتصل بنزع الأسلحة، بل وأيضاً في تعزيز ومؤازرة السلام والأمن الدوليين.* بان كي مون | Ban Ki-moon ، أمين عام الأمم المتحدة منذ 1 يناير 2007 ووزير خارجية كوريا الجنوبية سابق.«بروجيكت سنديكيت» بالاتفاق مع «الجريدة»