يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ

Ad

لكنَّهُ فوقَ الذُّرا يَشدو.

وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ

واستكلبَ الصَّيدُ

مَدَّ الجَناحين إلى

حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَدُّ!

***

وتَثقُلُ الغَيمةُ مِن تُخمَتِها

لكنّها فوقَ الذُّرا تَعدو

وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ

واستكلبَ البَرْدُ

تَحرّكتْ في قلبها صاعِقَةٌ

وَضَجَّ في شِفاهِها الرَّعدُ!

***

والوَردُ يحسو القُوتَ مِن تَحتِ الثّرى

لكنَّهُ فوقَ الذُّرا وَردُ

وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنْهَدُّ

واستكلبَ الحَصْدُ

لَمْ يَخْشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرِه

ولو جرى مِن دُونِهِ الشَّهْدُ!

***

وأنتَ يا ابنَ موطني

لولا خَيالُ مَعْدَةٍ

تكادُ لا تبدو!

لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ

إن لم يَنعَدِمْ في ثَغرِكَ النَّقدُ

ثَغرُك يا ابنَ موطني

ما هُوَ إلاّ ثَغَرةٌ

بالخُبزِ تَنْسَدُّ!

والخُبزُ هذا خُبزُكَ المسْروقُ

والواهِبُ هذا.. سارقٌ وَغْدُ

مِنْهُ عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ

وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ!

***

العَبْدُ ليسَ مَن طَوَى

قَبضتَهُ القَيْدُ

بَل هُوَ يا ابْنَ موطني

مَن يَدُهُ مُطلَقَةٌ

وَقلبُهُ عَبْدُ!

أحمد مطر