النجاح الذي حظي به معرض وجوه الكتب، هو نتيجة حرص الفنان على الإتقان والتجويد والتجاوز، والتطلع صوب «الأنفع والأرفع»، وهذا النجاح يحرضنا على دعوة أخينا «اللباد» إلى إقامة معرضه في محافظات مصر، ومن ثم العواصم العربية كافة، متزامناً مع توقيت معرض الكتاب في أي عاصمة عربية.

Ad

* معرض «وجوه الكتب» هو أول معرض مصري وعربي يُعنى بعرض أغلفة الكتب التي أبدعها الفنان التشكيلي المدهش «أحمد اللباد»... الذي أحدث انقلاباً على الشكل التقليدي المترهل لتصميم أغلفة الكتب، بصيغة فنية جمالية أفضت بالغلاف إلى أن يكون دالاً على مضمون الكتاب، ومحرضاً على قراءته! مئة وخمسون غلافاً احتضنتها صالات العرض بـ«إتيليه القاهرة» الشهير بوسط البلد. لحسن حظي أني لحقت بالعرض قبل انتهائه بيومين، لاسيما أني كنت بمعية مولى المعرض نفسه الصديق «أحمد اللباد» فضلاً عن أخينا البدوي الوحشي العصي على التمدين والتحضير (النسبة تعود إلى: المدينة والحضر) ما علينا! مفرح جدا للمتلقي أن يجد أعمالاً إبداعية سبق له قراءتها، فيتاح له البحلقة متأملا الغلاف اللوحة التشكيلية التي نجحت في جذب المشاهدين المريدين للقراءة والفن التشكيلي بتجلياته كافة.

* خبرت وتعرفت على إبداع «اللباد» كما يتخلق في فضاء أغلفة الكتب التي اقتنيتها من دار «ميريت» للنشر والتوزيع، فضلاً عن إصدارات هيئة قصور الثقافية الجماهيرية، والحق أن الفنان «اللباد» قد خلق هوية وشخصية للغلاف، يجدها الراني إليها: تنبض بالحياة، وتدل بشاعرية بليغة على مضمون الكتاب ومحتواه، بمنأى عن حضور أي إضافات وزوائد تملأ الفراغ دون دلالة ومعنى.

فهو يعي ويفعل: «ما قل ودل» ببراعة مدهشة، ومن هنا حين وقفت أمام لوحة رواية «لصوص متقاعدون» لصديقنا اللدود الروائي الوحشي البدوي «حمد أبو جليل» حسبت أن نصل السكين المتحفز وسط الغلاف سيغرز في ظهري في أي لحظة، يعقبه أمر (طلع كل الفوس التي في جيبك حالا بالا» ماذا وإلا فإن السكين ستنفذ من ظهرك إلى بطنك الأكرش! لقد سبق لي كتابة مقالة «الكتاب يقرأ من غلافه» احتفاء بإبداع «اللباد» المدهش اللافت للبصر والبصيرة لكل إنسان مريد للكتاب، ويهم أن يُعنى بشكله وهويته وطلته وجاذبيته.

* والحق أني لم أفاجأ بنجاح معرض «وجوه الكتب» لأن «اللباد» حرص على أن يكون غلاف رواية «الفاعل» ضمن الأفيش الذي يروج للمعرض، فلو أن اللباد نسي أو تناسى ذلك فلربما يُبتلى المعرض بـ«عين أبوجليل» الحارة والعياذ بالله! ما علينا... فالشاهد أن النجاح الذي حظي به المعرض، هو نتيجة حرص الفنان على الإتقان والتجويد والتجاوز، والتطلع صوب «الأنفع والأرفع» بحسب عمنا الأستاذ توفيق الحكيم رحمه الله، وهذا النجاح يحرضنا على دعوة أخينا «اللباد» إلى إقامة معرضه في محافظات مصر، ومن ثم العواصم العربية كافة، متزامناً مع توقيت معرض الكتاب في أي عاصمة عربية. ذلك أن «وجوه الكتب» أزعم بأنه يحرض على إشاعة عادة القراءة، ويقدم «خير جليس» في سمت شديد الجاذبية والحضور والمعنى البليغ الجامع المانع، كما يقال! ومن نافل القول: الإشارة إلى أن معرض «وجوه الكتب» سيقابل بذات الحفاوة والإعجاب، اللذين حظي بهما في مصر، في أي مكان سيعرض فيه.