ما هكذا تورد الإبل... يا شيخنا!
القرضاوي ظلم كل محبيه وليس فقط الدكتور كمال أبو المجد والدكتور طارق البشري والدكتور فهمي هويدي والدكتور سليم العوا الذين تنادوا بحق ليصوبوه، بعد أن ظلم الطائفة الشيعية الكريمة المسلمة، بل ظلم أمة المسلمين من أهل السنّة والجماعة.
لم أكن أريد الدخول في هذا المعترك يوماً ولا أريده الآن أيضا ،لكن نداء الشيخ الكبير القرضاوي الأخير الذي ورد في رسالته المفتوحة إلى الأخ الكبير الدكتور كمال أبو المجد أثر فيّ كثيراً ،خصوصا ذلك الجزء الختامي منه الذي قال فيه ما نصه:«في الختام، أريد أن أسجل هنا نقطة مهمة، فمن العجيب أن وكالة الأنباء الإيرانية قد صمتت، ومراجع الشيعة قد توارَوا إلى الخلف، وتركوا أهل السنة يردُّ بعضهم على بعض، وهم يتفرَّجون! وهو مشهد مذهل حقاً: ألا يوجد في المجتمع الشيعي كاتب واحد ينتصر لموقفي، أي لأهل السنة، في إيران أو العراق أو لبنان أو الخليج! على حين نفر من رجال السنة من هنا وهناك -ولا سيما في مصر بلد الأزهر- مَن ركب جواده، وامتشق سلاحه، دفاعا عن الشيعة المظاليم!اللهم إنا نشهدك على أننا لا نريد إلا الخير والسلام لأمة الإسلام. وكفى بك شهيدا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكميوسف القرضاوي».ولأنني أحترم هذا الشيخ الجليل وأقدره، ولأنني أجلّ مواقفه المعروفة والمشهورة في عدائها للصهيونية والاستعمار والإمبريالية، ولأنني «شاهد على العصر» فيما أريد أن أنتصر له من مواقف مرسل الرسالة الشيخ الكبير ومواقف المرسل إليه الأخ الأكبر وكلاهما من الأصدقاء الذين يعزّ عليّ أن أجدهما يختلفان في الحق وإنصاف الحقيقة، تذكرت ذلك الحديث المشهور الذي لا أعرف سنده، لكنه لطالما سمعناه من شيخنا القرضاوي وغيره وهو حثّ النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قال ما مضمونه: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقيل يا رسول الله ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟! قال تردعه عن ظلمه». واستذكار هذا الحديث الشريف هنا الهدف منه نصرة القرضاوي كما طلب هو ولكن ليس من حيث هو مظلوم بل من حيث هو «ظالم»!فهو في رسائله الأخيرة -وليسمح لي وأنا من أحبائه- فقد ظلم كل محبيه وليس فقط الدكتور كمال أبو المجد والدكتور طارق البشري والدكتور فهمي هويدي والدكتور سليم العوا الذين تنادوا بحق ليصوبوه، بعد أن ظلم الطائفة الشيعية الكريمة المسلمة، بل ظلم أمة المسلمين من أهل السنّة والجماعة، بل حتى ظلم نفسه في هذا الخروج غير الموفق عن الطريق الذي كنا نسير عليه سوياً بإمامته وهديه ورعايته التي لا يجوز أن ينكرها عليه أحد، وهو الرائد الذي لا يكذب أهله كما قال، ونحن نقر له بهذه الريادة على طريق الهدى إن شاء الله.فإيران التي معها تختلف ليس لديها «مخطط تشييع رصدت له أموال ورجال لأهداف ومصالح قومية» يا فضيلة الشيخ الجليل! والذي يقتل ويصفي ويرتكب المجازر في العراق من فرق الموت ليسوا شيعة ولا سنة بل موساد ومخابرات أميركية يا فضيلة الشيخ الجليل!و«حزب الله» اللبناني الذي بات فخر الأمة وأحرار العالم لم يجتح بيروت كما نقل لك زوراً وبهتانا، وبيروت ليست سنية، والأضرار التي ألحقها الآخرون بأهلها قد عوضها الحزب رغم عدم مسؤوليته المباشرة عنها، والمعركة سياسية بامتياز وهي بين خط المقاومة الذي تجلّ وخط الاستسلام الذي تفضح يا فضيلة الشيخ الجليل!وأما عن «خبرية» أن كل من اسمه عمر أو عثمان أو عائشة يقتل من قبل شيعة العراق أو غيرهم، فهذا بهتان كبير وظلم لا يغتفر بحق مظلومين فقدوا عشرات الألوف من عوائلهم، فقط لأنهم شيعة أو إيرانيو التبعية والانتماء!وإن التبشير والغزو والاجتياح و.... إنما هي مصطلحات عودتنا أنت ومثلك من كبار المجاهدين الأحرار ألا تستعمل إلا مع العدو الصهيوني والاستعمار الأجنبي، «فما عدا مما بدا» حتى صارت تستعمل مع الأخ والشقيق وأبناء الملة والدين الواحد؟!والله لو كنت وضعت يدك على الجرح الذي يوغل حاليا في جسد الأمة، وهو الفتنة ومن يحركها ويشعل فتائلها ويوقظها من على منابر بعض الفضائيات، ويقسم الأمة إلى أقليات وأكثريات وهمية، فيها النظرة الفاشية أو النازية وبتخطيط من رجال الاستخبارات، وطلبت منا النفير العام دفاعاً عن أهل السنّة والجماعة لكنا جميعاً من شيعتك، وأولهم شيعة إيران وكل شيعة العرب وليس فقط رفيق دربك وناصحك الدكتور الكبير أحمد كمال أبو المجد يا شيخنا الجليل! ولكن نقولها لك بصراحة وبمحبة وتقدير: «ما هكذا تورد الإبل... يا شيخنا!».* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني