وجهة نظر نمس بوند... هاني رمزي في البوليس!

نشر في 27-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 27-06-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين

بدا «نمس بوند»، من إخراج أحمد البدري، في سينما صيف 2008 المصرية، كما لو كان تكراراً للفيلم السابق «أسد وأربع قطط» لبطله هاني رمزي عام 2007، أو بمثابة الجزء الثاني منه، فبوند ضابط طيب حسن النية على قدر ملحوظ من الإنسانية والسذاجة إلى حد التهور.

يعهد إلى رمزي، ضابط الشرطة المعروف لدى رؤسائه بالصفات المذكورة سابقاً، بالتحقيق في جريمة قتل. يدور الفيلم كله، في أجواء هذا التحقيق، ويتعرف من خلاله الى زوجة القتيل (دوللي شاهين) المتهمة بقتله، وهي شابة جذابة تعترف لبطلنا بأنها تزوجت بدافع المال، وهو خطأ فادح، وأن زوجها حرمها من السعادة، تردد «ما زلت آنسة الى اليوم» وتصر على نفي الإتهامات الموجهة اليها أثناء التحقيقات بأنها وراء جريمة قتل زوجها، خصوصاً بعد اكتشاف الشرطة لبوليصة تأمين باسم هذا الأخير تقدر بالملايين، ما عزز اعتقادها بارتكاب الزوجة هذا الجرم. لكن التحقيقات تسير لاحقاً في اتجاه آخر تماماً، يساعد في السير فيها إحساس المحقق (هاني رمزي) بأنها مظلومة نظراً الى عاطفة الحب التي بدأت تنشأ بينهما، وهكذا بعد ملابسات وتفاصيل نصل في النهاية الى المجرم الحقيقي (ضياء المرغني) الذي يعترف بأنه قاتل مأجور. يخلو الفيلم من أي موضوع وبدا أن هدفه تمضية الوقت مع محاولات إضحاك بين التهريج والشهامة، تنجح حيناً وتفشل أحياناً.

إننا هنا كما لو كنا إزاء فيلم قديم من سلسلة أفلام اسماعيل ياسين، منها «اسماعيل يس في الجيش، في البوليس الحربي، في الطيران... إلخ»، فـ «نمس بوند» هو «هاني رمزي في البوليس رقم 2» بعد «أسد وأربع قطط»، لكن يبقى الفارق واضحاً بين ما قدمه رمزي وما جاء في أفلام المبدع الراحل ياسين، التي كانت أكثر براءة وخالية من الإسفاف المتوافر بكثرة في الأفلام الجديدة.

تغير الزمن ومن الصعب أن يتقبل الجمهور اليوم هذه النوعية من الأفلام، تبدو بعض المشاهد كأنها موجهة إلى الأطفال، وتزعج مشاهد أخرى الأطفال وربما الكبار مثل مشهد تقطيع الأصابع وغيره.

يتمحور «نمس بوند» حول موهبة رمزي التي بدت في حالة هزال محض، لا يمكن أن تساهم في جذب الجمهور إلى شباك التذاكر. أما دوللي شاهين فلم يتح لها الفيلم تأكيد موهبتها أو التعبير عن مقدرتها.

لم يختلف الفيلم كثيراً عما قدم في الفيلم السابق «أسد وأربع قطط» على الرغم من مرح فريق «الفوركاتس» اللبناني، فالمشكلة في الفيلمين أن لا هذا الفريق ولا دوللي اللبنانية أيضاً، ولا موهبة هاني رمزي التي لا شك فيها، انقذوهما، فالسيناريو غير متماسك، ولا يحمل الإخراج السينمائي رؤية ولا مضموناً إنسانياً.

في تقديرنا، يمثل هذا الفيلم انتكاسة للسينما التي قدمها رمزي والتي اقترنت به ومنحته مكانة ميَّزته وسط أقرانه وامتازت بالجدية في طرح المواضيع خصوصاً في «ظاظا»، «رئيس جمهورية» و«عايز حقي».

«نمس بوند» هو أضعف أفلام موسم الصيف في السينما المصرية، وهو مع الأسف أضعف أفلام نجمه الموهوب المتميز.

back to top