Ad

يشهد الوسط الفني العربي في السنوات الأخيرة تفشّي ظاهرة الطلاق بشكل كبير إلى درجة أصبح الإستقرار العاطفي والأسري عملة نادرة بين الفنانات خصوصًا، وأضحت حياتهن الزوجية محكوم عليها بالفشل، فهل تعوّض لهن النجومية والأضواء هذا الحرمان العاطفي؟ أم يشكلان السببين الرئيسين لتردّي حياتهن العاطفية؟

فوجئ الجمهور العربي حديثًا بإعلان الفنانة اللبنانية نوال الزغبي، في حديث إذاعي لها وبشكل رسمي، انفصالها عن زوجها ومدير أعمالها ايلي ديب رافضة الخوض في الأسباب. جاء هذا الاعلان بعد عام ونصف تقريبًا من تداول معظم الصحف والمجلات العربية خبر خلافها مع زوجها، إلا أنها أكدت في إطلالاتها المرئية أو المكتوبة عدم صحته وأنه مجرد إشاعة هدفها النيل من نجوميتها، وأنها وزوجها على أفضل حال وأن الخلافات أمر طبيعي يحدث بين كل زوجين.

لو عدنا في الزمن الى الوراء لوجدنا أن الأمور تتغير من سنة إلى أخرى وأن الكلام الذي تصرّح به الفنانات تنتهي صلاحيته بعد عام أو اثنين. أعربت الزغبي مثلا في حديث صحافي سابق عن أسفها لظاهرة طلاق الفنانات، مؤكدة أن حياة الفنان صعبة خصوصًا من ناحية قيام توازن بين حياته الزوجية وأعماله الفنية الكثيرة، قالت: «شخصياً لدي عائلة نموذجية والحمد لله، نتفق أنا وزوجي إيلي في الأمور الجوهرية ونختلف في التفاصيل، لكن في النهاية هنالك ديمقراطية، نتفاهم إلى أبعد الحدود ولا خوف أبداً على علاقتنا، صحيح أننا مررنا ببعض المطبات، لكننا استطعنا تجاوزها بإيماننا وصبرنا والحب الكبير الذي يجمعنا، ثم لا تنسى أن لدينا أولادنا وهم ثروتنا الحقيقية، وعلى المرأة والرجل التضحية للحفاظ على الاستقرار العائلي».

لم يكد يمر عامان على هذا الحديث حتى وقعت الواقعة وانفصلا. أكدت الزغبي في حديثها الإذاعي الأخير أن علاقتها بزوجها ستبقى ممتازة وأنه سيبقى مديرًا لأعمالها، وأباً لأولادها. هل سيصحّ كلامها؟ أم ستتحوّل علاقتهما الى خلافات وتراشق كلامي عبر التلفزيون وصفحات المجلات؟

على الرغم من الجهود التي تبذلها بعض الفنانات للحفاظ على أسرهن، إلا أنهن يصبن بخيبات أمل فجائية، وتتحوّل حياتهن العاطفية الى قضايا في المحاكم وتراشق كلامي عبر الإعلام.

قائمة تطول

تطلقت الفنانة اللبنانية مي حريري بعد سنوات على زواجها المستقر من المهندس أسامة شعبان، بعد ولادة ابنتهما سارة بشهرين. لم يكن انفصال الزوجين عن رضا، إذ لم تمر أيّام قليلة حتى بدأت النزاعات بين الطرفين على حضانة الطفلة. اتهمت مي زوجها بخطف الطفلة ومنعها من رؤيتها، فيما رد الزوج اتهامها له باتهام آخر وهو إهمالها لابنتها نتيجة انشغالها بفنها. حكم القضاء لمي بحضانة الطفلة، غير أن الزوج ما لبث أن استأنف الحكم بحجة أن زوجته تمنعه من رؤية طفلتهما.

شغلت الفنانة انغام العالم الفني بطلاقها من زوجها الثاني الموزع الموسيقي الكويتي فهد، بعد أربعة اعوام من الزواج، وتصدّر الخبر صفحات المجلات، ولم ترحمها اطلالاتها التلفزيونية الأخيرة من الحديث في الموضوع، خصوصًا أن نهاية العلاقة كانت في المحاكم حيث رفعت أنغام دعوى خلع، ورد عليها زوجها بدعوى قضائية يطالب فيها بحق رؤية ولده.

بدورها، أعلنت الفنانة رويدا عطية طلاقها من زوجها حسام حسن، الذي سبّب زواجها منه المشاكل مع عائلتها، غير أن قصتها لم تنته عند هذا الحد، كال الزوج سيلاً من التهم على زوجته السابقة، ما جعلها تخرج عن صمتها وترد عليه عبر وسائل الإعلام نافية كل التهم، ولم تزل قضيتهما في المحاكم.

اما طلاق أصالة الشهير من زوجها السابق ايمن الذهبي فما زال سيّد المواقف في كل إطلالاتها الإعلامية او حتى في إطلالات الذهبي. لكن لا نعرف كيف تصل الأمور الى حد فضح أسرار منزلية او أسريّة عبر شاشات التلفزة، على غرار ما قام به الذهبي، وهو تسجيل شريط لأصالة تتحدث فيه مع شقيقها بطريقة متشنّجة، مستعمليَن العبارات النابية، ونشره على الانترنت وفي برنامج «للنشر» مع المقدّم طوني خليفة. هل من المعقول أن تصل الأمور بين زوجين سابقين الى تلك الدرجة من الحقد والكره؟

ليست تلك الأمثلة سوى عيّنة بسيطة من قائمة تطول، إلا أن ظاهرة طلاق الفنانات ليست بجديدة، وخير مثال هي صباح التي تزوجت سبع مرات متتالية، وهي راهنا بلا زوج لكنها محاطة بالمحبين والأصدقاء. كذلك ماجدة الرومي التي صدمت بطلاقها العالم العربي، لكن صمتها ومكابرتها على جرحها وعدم توظيفه إعلاميا كلها عوامل جعلتها تكبر أكثر في عيون الناس.

هل كلما زادت نجومية الفنانات زادت بالتالي نسبة طلاقهن؟ وهل أصبحت النجمات يدفعن ثمن نجوميتهن من حياتهن العاطفية والأسرية؟ علمًا أن أكثر من دراسة حديثة أثبتت أن الغيرة هي العامل الأول في فشل الزيجات الفنية، سواء كانت من نجاح الفنانة، أو الغيرة عليها من معجبيها ومن الشهرة والأضواء.