الحربش... هل يقود حركة التمرد داخل حدس؟
هناك تطورات قد تجعل من التصادم بين الحربش والحرس القديم في «حدس» أمراً حتمياً في الفترة المقبلة، وربما يصل إلى الطلاق البائن، لأن ما يقوم به الرجل يعد انقلابا خطيرا على مفاهيم عامة تكرّست لدى الحركة وأنصارها على مدى عشرات السنين.
قد لا يكون أفضل النواب، لكنه بكل تأكيد من أفضلهم أداءً والتزاما بأصول العمل البرلماني منذ بات ممثلا للأمة، واضح وصريح في مواقفه، والأهم من ذلك أنه يملك من دماثة الخلق والأدب ما يجعلك تحترمه حتى إن اختلفت معه سياسياً.التوقعات التي وصلت إلى حد الجزم بعودته إلى الكرسي النيابي خلال الانتخابات الماضية لم تأتِ من فراغ، فجمعان الحربش... كان الأبرز والأكثر حضورا في «جوقة» مرشحي الحركة الدستورية في الدوائر الانتخابية كافة آنذاك، وهي الحقيقة التي أكدتها نتائج صناديق الاقتراع لاحقا.تلك الانتخابات كشفت للحربش «شيء ما» قد يكون خافيا علينا، جعله يتخذ جملة من المواقف منذ نجاحه تختلف عن الخط العام لـ«حدس»؛ أولها، إعلانه صراحة وعلى الملأ أنه لن يمنح صوته للخرافي في انتخابات الرئاسة، على عكس زميليه الصانع والشايجي، وأتبع ذلك بموقفه من توزير الحمود، وكذلك تصويته على فتح سقف الراتب في زيادة الخمسين دينارا. يبدو أن الحربش خلال الفصل التشريعي الماضي توصل إلى قناعة مفادها، أن التصويت على القوانين «الشعبية» بمنزلة اللعب بالنار، وهو ما أدى إلى تساقط زملائه في المجلس السابق كأوراق الشجر، فالأمر إذن لا يحتمل المغامرة، وهو ما جعله «يتمرد» على قناعات ونهج الحركة، إذا جاز التعبير.هذا التطور قد يجعل من التصادم- إن لم يكن قد تم بالفعل في الكواليس- بين الحربش، والحرس القديم في «حدس» أمرا حتميا في الفترة المقبلة، ربما يصل إلى الطلاق البائن، لأن ما يقوم به الرجل يعد انقلابا خطيرا على مفاهيم عامة تكرّست لدى الحركة وأنصارها على مدى عشرات السنين، وفي هذه الحالة سيكون الحربش المستفيد الأكبر، لأنه سيتحلل من تركة ثقيلة على كاهله أحرجته في كثير من المواقف داخل قاعة «عبدالله السالم» وخارجها. قد تكون قضية تمويل الحملات الانتخابية هي ما قدمته «حدس» للحربش كأحد أعضائها غير الأثرياء، وهو ما يستطيع أن يعوضه عبر الدعم المادي العائلي والقبلي الذي سيحظى به، وفي النهاية فإن «حدس» هي مَن يحتاج الحربش وليس العكس.إن المقولة الدارجة في الأوساط السياسية والتي قد تصل إلى حد «القدسية» من أن الحركة الدستورية هي الأفضل تنظيما بين القوى السياسية الكويتية، لم تعد كذلك بحسب التجارب، فـ«حدس» باتت محترفة في «إحراق» نوابها والتسبب في سقوطهم، من خلال فشلها في قراءة مستجدات الساحة السياسية، والإصرار على التمسك بـ«أكذوبة» أنها يجب أن تقود الشارع وليس العكس، وهو الأمر الذي أدى إلى تلقيها الضربة تلو الاخرى، بدءا بسقوط عرابها مبارك الدويلة في انتخابات 2003 وانتهاءً بسقوط البصيري وخضير والشمري في الانتخابات الماضية.في اعتقادي ان ما يقوم به الحربش لم ولن يرضي قادة الحركة وكوادرها بمراكزهم ومواقعهم القيادية المختلفة، وإذا ما تكرر تغريد «أبو عبدالله» خارج سرب الحركة، فإن ذلك قد يقود إلى مواجهة بين «صقور» و«حمائم» «حدس» في القادم من الأيام، ومَن يدري فلعل التاريخ يسجل للحربش أنه أول نائب إخواني قال لحدس «لا».