أحالت عاصفة ترابية ضربت البلاد أمس النهار إلى ليل، وصاحبها سقوط أمطار رعدية غزيرة، ورياح قوية، في صورة غير مستقرة للأجواء، وهو ما رجح الخبير الفلكي صالح العجيري استمراره.

Ad

مع ما شهدته البلاد صباح أمس من موجة غبار شديد أثر على مدى الرؤية، مع انخفاض درجات الحرارة وسقوط امطار رعدية غزيرة، أرجع الخبير الفلكي د. صالح العجيري عدم استقرار الطقس الى موسم السرايات الذي يمتد حتى السابع عشر من الشهر المقبل.

وأشار العجيري في تصريح لـ"الجريدة" الى ان "سراية شاذة قادمة من الصحراء تكونت عن طريق جبهة هوائية باردة قادمة من الشمال الغربي كانت السبب وراء انقلاب الطقس وحوّل نهار الكويت الى ليل استنفرت معه اضواء الشوارع التي تعمل بالنظام الاوتوماتيكي". وقال العجيري "ان وجود الغيوم الركامية ساهم في زيادة كمية الامطار التي هطلت على شكل حبات كبيرة تختلف كليا عن مطر الشتاء"، مشيرا إلى ان "الطقس سيستمر في حالة عدم الاستقرار وان السرايات ستحدث في البلاد بين الفترة والاخرى لحين انتهاء موسمها".

ولفت الى ان "هذه السراية الشاذة لا تحدث في البلاد إلا خلال سنوات متباعدة وتتكون عندما تتوافر لها الظروف المناسبة"، داعيا رواد البحر إلى "عدم ارتياده خلال الايام المقبلة لعدم استقرار الطقس ولهيجان الامواج، لا سيما أن موسم السرايات يتوقع فيه غير المتوقع، وطبيعة السرايات عبارة عن خلايا من الغيوم الركامية تتكون فجأة وتنقشع فجأة لكن تاثيراتها تكون قوية جدا".

إلى ذلك، قال مدير إدارة العمليات في مطار الكويت الدولي عصام الزامل لـ"كونا" إن حركة الإقلاع والهبوط في مطار الكويت تسير بصورة طبيعية بعد توقفها بسبب سوء الأحوال الجوية التي سادت البلاد صباح أمس، مشيرا إلى أن حركة الإقلاع والهبوط في المطار توقفت من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الساعة الثامنة والربع أمس، وتم تحويل الطائرات القادمة إلى مطار الدمام في السعودية.

وبدورها، اكدت الادارة العامة للاطفاء على لسان مدير العلاقات العامة المقدم خليل الامير وقوع بعض الحوادث التي تمثلت في سقوط اشجار، وسقوط أعمدة انارة وانقلاب طراد، وحريق محول واحتجاز عمال فى كابينة رافعة، وتعطل مركبة مواطن وغرقها وسط البر وحريق عدد من منازل، وتعطل مصاعد كان ببعضها عدد من الاشخاص، مشيرا إلى عدم تسجيل أي إصابات.

وعلى الصعيد الصحي، قال اختصاصي أمراض الحساسية في مركز عبدالعزيز الراشد للحساسية والجهاز التنفسي د. ناصر الأحمد في تصريح صحافي إن موجات الغبار التي تشهدها البلاد تؤثر سلباً في مرضى الحساسية، لافتا إلى أن أهم أنواع الحساسية التي تحدث في الكويت هي حساسية الأنف والربو، مضيفاً أن الغبار يعتبر من أكثر المهيجات لهذا النوع من أمراض الحساسية، مشيرا إلى أن الغبار لا يشتمل على حبيبات الرمل فقط، بل يحتوي على الأوساخ وحبوب اللقاح والفطريات التى تسبب استثارة لحساسية المريض المصاب، وتشمل هذه الأعراض زيادة في الإفرازات أو حكة في الأنف أو عطاساً، مما قد يصاحبه احمرار أو حكة في العين. ونصح الأحمد مرضى الحساسية بتجنب الخروج من المنزل في هذه الأجواء مع التأكد من احكام إغلاق الأبواب والنوافذ، وفي حال الخروج للضرورة، دعا إلى استخدام الكمامات الطبية السميكة المحكمَة على الوجه، والتي تضمن عدم تسرب ذرات الغبار والمحسسات المختلفة، مؤكداً أن الكمامات الورقية الواسعة الانتشار لا تقي مرضى الحساسية من الحبيبات الدقيقة للغبار.