خذ وخل: المنظمة العربية لطاقة «الجِلَّة»
إن الحملة الشعبية الدولية في ترشيد الطاقة والموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة حرية بالتأسي والاستجابة لها بالممارسة السوية، لاحتواء الظواهر المناخية الخطيرة، والتقليل من تلوث البيئة المتنامي بتقادم السنوات!
• منذ أيام قليلة دعت وزارة الدولة لشؤون البيئة بمصر المحروسة: المواطنين والمقيمين إلى المشاركة في «ساعة الأرض» والتصويت لصالحها في الانتخابات العالمية... ضد الممارسة البشرية اللاإنسانية التي تعيث في الأرض تلوثا واحتباسا حراريا وتصحرا وغازات سامة، وما الى ذلك من أخطار ومضار ناشئة عن مخاصمة الطبيعة والبيئة بكل تجلياتها القبيحة المدمرة! ويبدو لي أن الحملة الدولية الشعبية لم تصل إلى بلادنا بعد! ربما لأن الدعوة واردة عبر البريد الكويتي المحتضر! الشاهد أن من حق وواجب مصر المحروسة أن تكون المبادرة في تعليق جرس الإنذار في أذن ترشيد الطاقة والموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة لكونها «رائدة» في مسألة الإسراف في استخدام الطاقة الكهربائية، وفي تلوث البيئة بتجلياتها كافة! وفي السلبيات تجد العرب المتشرذمين: أمة عربية واحدة... ولله الحمد! • وحري بالذكر أن «ساعة الأرض» بدأ الاحتفال بها في مدينة «سيدني» بأستراليا سنة 2007، بمبادرة من الصندوق العالمي لحماية الطبيعة والحياة البرية، وشارك فيها آنذاك 2,5 مليون منزل ومكتب ومؤسسة... إلخ، لكن مشاركة العام الماضي قفزت إلى 500 مليون مشارك... اللهم زد وبارك والمؤسف أن الملايين الأخيرة ليس من بينها نفر عربي واحد، وكأن القضية كلها تخص الخواجات الأجانب ولا تعنينا، على الرغم من أنه لا أحد محصنا ضد تبعات تلوث وإهدار الموارد الطبيعية. والحق أن هذه الحملة الشعبية الدولية حرية بالتأسي والاستجابة لها بالممارسة السوية الساعية إلى ترشيد استهلاك الموارد، واحتواء الظواهر المناخية الخطيرة، والتقليل من تلوث البيئة المتنامي بتقادم السنوات! فنحن- في دولة الكويت وضواحيها- قد نضاهي ونبز إسراف الإخوة المصريين في إهدار الطاقة الكهربية وموارد المياه ولا فخر! مع الاحترام الشديد لذياك الكويتي المفتخر! • أعرف سلفا «وإخوانا أيضا كي لا يزعل الربع!» أن الحديث عن الترشيد وشد حزام الاستهلاك العشوائي بمنزلة حرث في البحر، وكما الأذان في «مالطة»، وكهتاف بواد غير ذي بشر يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأجداه وأحكمه! ذلك أن مثل هذه الدعوة تعد «موعظة» ثقيلة الظل يغص بها الإنسان الذي ألف استهلاك البطر، ويصعب عليه، إن لم أقل يستحيل عليه، تغيير عاداته الاستهلاكية الضارة المضرة! ولا يظن ظان بأن العبد لله يطري زمان أول المترع بالمناخ الصحي البهي، كأن يتم الطبخ بطاقة حيوانية صديقة صدوقة للبيئة اسمها «الجلة» المصنعة من مخلفات البقر والمواشي! فالزمان الماضي لا يعود، ولن يعود على الرغم من أن الأزمة المالية الاقتصادية تستوجب من الدول العربية إنشاء المنظمة العربية المنتجة «للجلة» على غرار منظمتي «أوبك، وأوابك» ذلك أن الضرورات تبيح اللجوء إلى خيارات وبدائل تخفف من وطأة التحديات البيئية التي تجابه العالم! ولا بأس على وزارة الكهرباء والماء من أن يتحول اسمها إلى وزارة «الجلة والخثية» والمياه الارتوازية! الشاهد أن التحديات الجسام التي تجابهنا تستوجب شد الحزام، أقول شدوا الحزام ليس للرقص الطروب، والزفاف المموسق على إيقاع الأزمة العالمية العاتية، بل شد حزام العفة عن الشهية الاستهلاكية، وترشيد الإنفاق، بما فيه التفكير جديا في الاستغناء عن حشد الشغيلة في منازلنا الذين يمارسون الأبوة والأمومة بالوكالة عنا... ولم يبقوا لنا نحن الآباء البيولوجيين سوى فعل التناسل كما نوهت بذلك ذات مشاكسة!