التمرد على الممنوع... وتحرير الإنسان!

نشر في 05-11-2009
آخر تحديث 05-11-2009 | 00:00
 د. ساجد العبدلي «روحك... علمها التحليق، وستكره الإسفاف»... قائل مجهول.

* * *

أكمل اليوم مقترحات الكتب التي أنصح باقتنائها من معرض الكتاب المنعقد حاليا.

• الروائي والصحافي والسياسي جورجي آمادو دي فاريا هو واحد من أهم كتّاب البرازيل ومن أوسعهم شهرة له رواية بعنوان «توكايا غراندي- الوجه المظلم» صدرت ترجمة لها عن الدار العربية للعلوم (لبنان)، كان مبعثها بحسب موقع النيل والفرات أنه في احتفال الذكرى المئوية لتحويل مدينة «توكايا غراندي» البرازيلية، إلى مدينة حديثة وجميلة ومنيرة، أحس الكاتب بالظلم وبتزوير الحقيقة، إذ إن لهذه المدينة العريقة، أسساً لم يأت على ذكرها، وتاريخاً لم يلتفت له، ورجالاً لم يُعرفوا، قاموا ببنائها وكانوا صنّاعها وصانعيها، مما دفعه لإجراء الكشف على جذور التأسيس، وعن الأعماق المنكرة، وإضاءة وجهها المظلم: «أريد أن أكشف عن الوجه المظلم وأسلط عليه النور، ذلك الوجه الذي محوه من مسيرة التاريخ بلؤم وجحود». تتحدث الرواية عن هذه المدينة التي صنعها ثلاثة «لبناني، هندي، وزنجي»، وأودعها الكاتب كل انحيازه إلى الفقراء والمعذبين في الأرض، وإظهاره لمحبتهم، وصبغ عليها شاعريته وحس الأسطورة لديه.

• عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، صدرت دراسة بعنوان «تطوير الثقافة- دراسة اجتماعية في مفهوم التنمية الثقافية عند علي شريعتي»، وعلي شرعتي هو المفكر الشيعي الشهير الذي جرى اغتياله في العام 1977 أي قبل الثورة الإيرانية بعامين. تخلص الدراسة التي كتبها فيروز راد وأمير رضائي إلى أن شريعتي يرى أن التنمية عملية معقدة متداخلة الأبعاد لا يمكن أن يتحقق بعد واحد منها أو ينجح ويكون مجدياً إلا إذا اندمجت فيه التنمية الثقافية مع التنمية على الصعد الأخرى. وأما عن دور الدين في عملية التنمية فإنه يعطيه دوراً مركزياً، حيث يرى أن ثقافة كل شعب وتاريخه وحضارته ممتزجة بالدين امتزاجاً يفشل أي محاولة لفك الارتباط بين الدين وغيره من مكونات الحضارة والثقافة لأي مجتمع من المجتمعات التي يتمتع الدين فيها بحضور فاعل لاسيما المجتمعات الإسلامية والإسلام. الكتاب متوافر عند دار الأمير (لبنان).

• أصدر مشروع كلمة التابع لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ترجمة لكتاب «القوة والإيمان والخيال، أمريكا في الشرق الأوسط من 1776 حتى اليوم» للكاتب مايكل أورين، صاحب الكتاب الشهير «حرب الستة أيام، وتشكيل الشرق والأوسط الحديث». وينفرد الكتاب بكونه الأول من نوعه في بحث تاريخ العلاقات العربية الأميركية منذ ذلك العام حتى يومنا هذا، حيث يهدف إلى تقديم فهم أكثر عمقاً وتنوعاً لهذا الجزء المحوري من تاريخ الولايات المتحدة، عن طريق إعادة تشكيل تاريخ العلاقات الأميركية مع الشرق الأوسط، وتقديم خلفية تاريخية لتحليل الدور الحالي للولايات المتحدة في المنطقة.

• عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر صدر الكتاب الثاني للدكتور حاكم المطيري بعنوان «تحرير الإنسان وتجريد الطغيان» كمتابعة للأفكار التي طرحها المؤلف في كتابه الشهير «الحرية أو الطوفان» وهو الكتاب الذي حصد شهرة وانتشارا كبيرين لتفرد موضوعه الذي قال عنه مؤلفه: «أعلم أن ما توصلت إليه سيثير سخط كثيرين، إذ ليس من السهل هز عقائد الناس ونسف مفاهيمهم، التي نشؤوا عليها حتى غدت هي الدين ذاته في نظرهم، بينما هي في واقع الأمر ثقافة مجتمعات توارثتها على مر الأجيال، صاغت الدين وأحكامه وفق حاجاتها ومصالحها وقيمها، فآلت أمورها إلى ما آلت إليه». يدور الكتاب الجديد حول فلسفة الحرية وفقا للمنظور الإسلامي الصحيح، حيث يقول المؤلف: إن الحرية هبة إلهية وضرورة إنسانية وإيمانية، لا لأنها سبب في تطور الأمم ورقيها كما يتصور الماديون، فهذا التعليل يفقد الحرية قيمتها وأهميتها وضرورتها، ويفتح الطريق للطغاة لاستلابها حين لا يتحقق التطور بسببها، كما حصل في الدول الشيوعية؛ إنما تكمن قيمة الحرية في أنها غاية كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، إذ بالإيمان بالله وحده وإخلاص التوحيد له تحقق (الحرية التي لا أرفع منها ولا أنفع)، ولأنها حق إنساني يولد مع الإنسان حين يولد، بل لا معنى للإنسانية إلا بها، ولا قيمة للإنسان من دونها؛ وقد عبر عن ذلك الخليفة الراشد عمر بقوله «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة 

back to top