في اختراقٍ أمني خطير، هاجم مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي منازل في منطقة عرب جبور جنوب بغداد أمس، وأعدموا 24 شخصاً، من بينهم خمس نساء، علماً أن معظم القتلى من عناصر "مجالس الصحوة".

Ad

ولفت المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم الموسوي في بيانٍ، إلى أن ضحايا الهجوم "شُوِّهوا لدرجة أنه يصعب التعرّف عليهم"، مضيفاً أنه تمّ العثور على سبعة أشخاص أحياء وموثقين بالقيود.

وقال الموسوي، إن السلطات العراقية طوَّقت المنطقة بحثاً عن مشتبه فيهم.

وأضاف: "المنطقة بها الكثير من الحقول الزراعية والترع، لذا فمن الصعب تأمينها، لكننا نُجري تحقيقاً موسعاً بين الأهالي للوصول إلى الحقيقة".

ولفت المتحدث العسكري إلى أن الهجوم يحمل "بصمة (تنظيم) القاعدة بشكل واضح".

إلى ذلك، قال مصدر في الجيش العراقي طلب عدم ذكر اسمه، إن الجثث "قُيِّدت تماماً ثم أمطرت برصاص الأسلحة الرشاشة".

في السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء الركن محمد العسكري، أن قوات من وزارته "طوَّقت المكان، وقامت بعمليات استكشافية بمساعدة سلاح الجو العراقي، وألقت القبض على 17 شخصاً مشتبهاً في تورطهم في هذا الحادث المؤلم".

وقال العسكري في اتصالٍ مع "الجريدة": إنه "تم ضبط  إحدى العربات التي استخدمها المسلحون في الحادث، إضافة إلى العثور على بعض الأسلحة والأعيرة النارية في نفس المكان الذي ضُبِطت فيه العربة".

وأشار العسكري إلى أن "الهجوم نفذته مجموعة إرهابية من إحدى القرى المجاورة لمنطقة عرب جبور، وهي منطقة كانت معقلاً هاماً لتنظيم القاعدة عام 2005".

وعن استخدام المهاجمين لزي الجيش، قال العسكري: "ربما يكونون قد خزَّنوا هذا الزي منذ فترة، أو قاموا هم بخياطته بعدما أعلنت الوزارة قيامَها بعمليات تفتيش مفاجئة للخيّاطين بين فترة وأخرى".

ووصف "الحزب الإسلامي" العراقي أمس، هذا الحادث بـ"المجزرة الوحشية".

وقال الحزب في بيانٍ: إن "المسؤولية تقع على عاتق الحكومة التي ينبغي أن تُجنِّد كل طاقاتها للقبض على المجرمين ومحاسبتهم، وأخذ الحيطة والحذر كي لا تتفاقم مثل هذه الحوادث الإجرامية في البلاد".

وأضاف البيان أن "مجريات هذا الحادث الإجرامي تؤكد أن الأيادي والجهات التي تقف وراءه هي ذاتها التي سفكت دماء مئات الآلاف من أبناء شعبنا دون أن تجد مَن يحاسبها، كيف لا وهي تحتمي بالزي الرسمي، وتنفذ جرائمها بآليات الحكومة وأسلحتها، وإن الحزب الإسلامي العراقي يشجب بشدة هذه المجزرة الوحشية".

(بغداد - أ ف ب، رويترز)