الخطيب في ندوة مجموعة صوت الكويت: أستغرب ما يقال إن لدينا مشكلة في الدستور وكأنه وجد قبل سنتين

نشر في 10-05-2010 | 00:01
آخر تحديث 10-05-2010 | 00:01
«رغم كل المآسي التي نراها فإن الكويت لا تزال لها نكهتها»
أكد الدكتور أحمد الخطيب ضرورة تطبيق القوانين الموجودة قبل التفكير في تقديم تعديلات على الدستور، مشيراً إلى أن الزمن الذهبي كان بوجود الدستور الذي لم تتغير فيه نقطة واحدة منذ إقراره.

أكد الدكتور أحمد الخطيب أننا "لا نشعر بخطورة الوضع الحالي من حولنا، خصوصا في هذه الفترة، وللأسف نجد التصريحات الاستفزازية من بعض النواب لبعضهم الآخر، علما بأننا دولة صغيرة أمام كبار لا نستطيع مناطحتهم"، موضحاً أن "الكويت تتمتع بخاصية جيدة لمواجهة هذه التحديات، خصوصا متى ما شعر المواطن بأن هذا وطنه الذي يحبه ويستطيع الدفاع عنه من خلال العدل والمساواة، فالذي يحمينا هي وحدة الشعب الكويتي".

الوضع القائم

وأضاف الخطيب في الندوة التي نظمتها مجموعة صوت الكويت مساء أمس أننا "نعيش في وهم، والناس لا تعلم ما يدور حولها، والجميع غير مدرك لخطورة الوضع القائم، فأنا لم أشعر بخطر على الكويت أكثر من هذه الأيام"، مشيرا إلى أننا "لا نعلم ماذا يدور بين أميركا وإيران، ويجب أن نلملم حالنا لتخفيف الأضرار، خصوصا أن الظروف الموجودة في المنطقة لا تعطيك الفرصة للتفكير، فالوضع في المجتمع الكويتي مدمر، وعندما يتفتت المجتمع بهذا الشكل يصبح من السهل اختراقه، علما بأن المنطقة مقبلة على حل عسكري أو سلمي، والمطلوب أن نتناسى كل شيء، ونحب وطننا للخروج بأقل الأضرار"، لافتا إلى أننا "لدينا قبلية وطائفية وعائلية، لكن نتساءل كيف ظهرت هذه المسميات، فهذه طبيعة البشر الذي لا يستطيع حل مشاكله وحده، فيضطر للجوء إلى العائلة أو الجماعة أو القبيلة، فهذه أمراض موجودة لعلة موجودة في التركيبة السياسية للبلد، هذه ظواهر مرض، وحين يتم اقتلاع المرض لن يكون أحد بحاجة إلى تمزيق وتدمير المجتمع".

العصر الذهبي

وتابع "أستغرب ما يقال من أن لدينا مشكلة في الدستور، وكأن الدستور وجد قبل سنتين، العصر الذهبي للكويت كان في وجود دستور 62 الذي جسد تقاليد الحكم في الكويت، ومجلس الأمة الكويتي كان له تأثير في مختلف القضايا الخليجية والعربية من خلال دوره المميز، وإذا استعرضنا محاضر جلسات مجلس الأمة في الستينيات والسبعينيات نجد أن المجلس كان مجلسا للعرب، وهناك قضايا دولية كان يتصدى لها المجلس"، مشيرا إلى أن "المجالس الأخرى في بعض الدول كانت صورية، والصوت العربي لم يكن موجوداً إلا في الكويت، لذا كانوا يسمونه مجلس العرب، لا مجلس الكويت"، موضحاً أن "الكويت كانت مميزة في كل شيء سواء الرياضة أو المسرح، أو الفن أو غيرها من المجالات، وكان ذلك في وجود دستور 62، الذي لم يتغير منه أي شيء، فكيف أصبح الآن (علّة)، العلة فيهم، فهم لا يريدون الدستور منذ زمن، ونحن شعرنا بذلك من أيام المجلس التأسيسي، خصوصاً أن النقاشات داخل لجنة الدستور (أذية)"، لافتا إلى أن "هناك أناسا مؤثرين في العائلة يرون أن الدستور كفر، ولذلك لا يريدونه، علما بأن هناك مادة في الدستور لا يمكن أن تتغير وهي أن الحاكم يجب أن يكون من ذرية مبارك الصباح، ولو اجتمع  المجلس بأعضائه الخمسين، وأيضا الحاكم على تغيير هذه المادة، فلن يستطيعوا، ولا يمكن أن تُمس، متسائلا "ماذا يريدون (الشِّيخة) مثل الدول المجاورة"، مضيفاً "في الكويت لا يوجد حكم بالسيف، فالكويتيون هم الذين انتخبوا"، مشيرا إلى أننا "نعيش في وضع فريد في المنطقة، فعلى الرغم من كل المآسي التي نراها إلا أن الكويت لا تزال لها نكهتها، فلا يوجد معتقلون سياسيون أو مبعدون".

وأكد "أرى أن طرح موضوع تعديل الدستور غريب، فدستور 62 هو الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة، وأعتقد أن نقاش الموضوع في غير محله، فالعلة في إلغاء الدستور، خصوصا أن هناك محاولات سابقة لتعديل الدستور منها المجلس الوطني، لكنها لم تنجح رغم الضغوط"، لافتا إلى "وجود مخطط لتنفير الناس من الدستور ومن مجلس الأمة، وللأسف بدأت الناس تردد هذا الكلام وتكره المجلس، لكنهم لا يعلمون أن كل الكوارث حدثت في غيابه، وأصبح المواطن لا يستطيع فعل شيء إلا بالواسطة، وظهر لنا نواب الواسطة الذين تمشي معاملاتهم بكل سهولة في حين نجد بعض النواب لا يمكن إنجاز معاملاتهم، علما بأننا لم نتوسط لشخص مخالف للقوانين، في حين نجد أن بعض النواب الأبواب أمامهم مفتوحة بعيدا عن القوانين والمعايير، وكل همهم نقل ملفاتهم من وزير إلى آخر، وهناك تعليمات بعدم رفضهم"، مشيرا إلى أن "وزارة التربية كانت في السابق تربية وطنية، أما الآن فلا تقوم للرئيس ولا تقوم للسلام الوطني، ولم يعد الولاء للنظام والدولة والدستور والقوانين، فالتخريب الذي تم في وزارة التربية كان مدبرا"، مؤكدا أن "من وضع المناهج الحالية لا يؤمن بالديمقراطية أو الدستور، لاسيما أن لديهم أفكاراً معينة، وهذه مشكلتهم".

back to top