مر الربع الأخير من العام الحالي بصعوبة على شركة أجيليتي، خاصة مع تفجُّر قضيتها مع الحكومة الأميركية بشأن وجود مخالفات في العقود التي تقدمها الشركة إلى الجيش الأميركي، وهو ما ظهر على نتائجها المالية لعام 2009.

Ad

تحفظ رئيس مجلس إدارة شركة أجيليتي طارق السلطان عن الرد على أسئلة المساهمين والصحافيين خلال الجمعية العمومية للشركة أمس، والمتعلقة بموقف الشركة الحالي من القضية المثارة مع الحكومة الأميركية، إضافة إلى موقفها من العقود الجديدة وتجميدها الى حين الفصل في القضية مع الحكومة الأميركية، أو عن قيام أجيليتي بفتح تدقيق داخلي بشأن تفاصيل الاتهامات الأميركية، قائلا: "ماراح أجاوب"، مكرراً ذلك عند سؤاله هل يعني تحفظه هذا ضعف موقف أجيليتي في القضية.

وقال السلطان خلال مؤتمر صحافي عقد بعد الجمعية العمومية إن الإستراتيجية المستقبلية لـ"اجيليتي" ستعتمد على القطاع التجاري، والتركيز على الدول النامية التي تحتوي على نمو أكبر من الدول الأخرى، مؤكداً أن هذه الأسواق لن تعوض اجيليتي عن العقود الأميركية بالرغم من أنها أسواق جيدة وتحظي بنسبة نمو، ولكنها لن تعوض انخفاض عدد العقود الأميركية.

ونفى السلطان وجود أي مفاوضات للتخارج من أحد الأصول في العراق في الوقت الحالي، مؤكدا عدم وجود أي تطورات على هذا الصعيد، مشدداً على أن اجيليتي مستمرة في إعادة هيكلة داخلية من خلال تخفيض التكاليف لتتواكب مع الإيرادات التي تحققها، ولاشك أن هذه العملية مستمرة خلال الفترة المقبلة، مشيرا الى أن اجيليتي بالطبع ستختلف عن السابق، حيث ستركز على القطاع التجاري، وهناك تغييرات جذرية ستمر بها الشركة نظرا للظروف الصعبة التي نمر بها، متحفظا عن الإدلاء بأي تفاصيل جديدة لطمأنة المساهمين بشأن أوضاع الشركة خلاف ما اعلنه عن الإستراتيجية الجديدة.

وأوضح السلطان أن الشركة في السنوات السابقة طورت شبكتها بشكل ملحوظ وأصبحت متواجدة في أكثر من 120 دولة، وخلال السنوات الأخيرة دخلنا أسواقا ممتازة منها البرازيل والصين والهند، لافتاً الى أنه سيتم الاكتفاء بالوجود في هذه الدول، معتقدا أن هناك إمكانية لتطوير الأعمال دون اللجوء الى استحواذات جديدة أو استثمارات من هذا القبيل، من خلال التركيز على النشاط الأساسي، حيث إن هذه الفترة تعتبر مرحلة انتقالية.

وعن إمكانية توجه اجيليتي الى التركيز على السوق الكويتي، أوضح أن الشركة بدأت كشركة كويتية، ودائما نركز على السوق المحلي للاستفادة من الفرص المحلية المتاحة، وهذا ما يميز الشركة، ونحن مستمرون في التواجد داخل السوق المحلي، وسنسعى الى تطوير مشاريع حيوية في الكويت وبمنطقة الخليج.

وأشار الى أن الإستراتيجية التي تختص بالتركيز على القطاع التجاري ليست جديدة، بل نعمل وفقها منذ 5 سنوات، ولم نغير كثيرا في الإستراتيجية، ولكننا سنركز على بعض القطاعات التي لم تكن ذات أهمية في السابق، ولكنها حظيت بأهمية مؤخرا وبالتالي تم التركيز عليها مؤخرا.

ولفت الى أن الشركة فعلت حقها في شراء أسهم الخزانة، وتبلغ حاليا نحو 40 مليون دينار، مؤكدا عدم وجود أي خطة لإدراج أسهم الشركة في أسواق جديدة، وأن موافقة العمومية ما هي إلا مجرد موافقة فقط.

النتائج المالية

وأوضح السلطان أن عام 2009 عام مربح بالرغم من التحديات التي أثرت على أعمال الشركة، حيث قامت الشركة بإدارة حصيفة للتكاليف وقامت بالتعديلات السريعة في العمليات التي أدت بدورها إلى تحسين الأرباح بالرغم من انخفاض الإيرادات.

وأشار إلى أن أجيليتي شهدت في عام 2009 انخفاضا في الإيرادات بنسبة 7 في المئة بالمقارنة بعام 2008 بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي ترتب عليه انخفاض أحجام نقل وشحن البضائع لقطاع الخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة، مبيناً أن الأرباح التشغيلية شهدت زيادة بنسبة 5 في المئة بالمقارنة بعام 2008 لتصل إلى 168.8 مليون دينار نتيجة لتحقيق زيادة في صافي هامش الإيرادات وإجراءات مختلفة للتحكم في التكاليف شملت بنودا عديدة منها تخفيض تكلفة شؤون الموظفين بمقدار 6.5 ملايين دينار.

لافتاً إلى تحقيق الشركة صافي ربح بقيمة 156.4 مليون دينار بزيادة بنسبة 11 في المئة بالمقارنة بعام 2008، مما يعكس ربحية للسهم بقيمة 155.9 فلسا لسنة 2009 بزيادة بنسبة 13 في المئة مقارنة بعام 2008.

 

نتائج قطاعات الأعمال

وأفاد السلطان بأن الإيرادات الإجمالية لقطاع الخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة انخفضت بنسبة 13 في المئة لتصل إلى 1.036 مليون دينار نتيجة للازمة الاقتصادية المستمرة إلا ان تحقيق صافي الإيرادات شهد نمواً بنسبة في المئة 1.85. كما عززت الشركة شبكتها الممتدة في الأسواق الناشئة من خلال مرافقها الجديدة في ماليزيا وسنغافورة والسعودية، وكذلك مكاتبها الجديدة في بولندا وأوكرانيا.

وأوضح أن إيرادات قطاع الخدمات الحكومية والدفاع تزايدت في عام 2009 بنسبة 4 في المئة لتصل إلى 715.5 مليون دينار كويتي، وذلك بفضل العقود الجديدة التي فازت بها الشركة في مطلع عام 2009، بالإضافة إلى تأثير العمليات الذي سببته الأعمال التي تم الفوز بها عام 2008.

وبين أنه بالنسبة إلى قطاع البنية التحتية فقد حقق 72.6 مليون دينار إجمالي الإيرادات أي بانخفاض نسبته 4 في المئة مقارنة بعام 2008 كله، كما شهد قطاع العقار الذي يعد أهم نشاط لقطاع البنية التحتية زيادة بنسبة 6.7 في المئة في الإيرادات عن عام 2008 لتصل الى27.72 مليون دينار.

 

توزيع أرباح

انعقدت الجمعية العمومية لشركة أجيليتي عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2009، حيث وافق المساهمون على بنود جدول الأعمال، والتي تضمنت الموافقة على توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية بواقع 40 في المئة (أربعون في المئة) أي بواقع 40 فـــلسا (أربعون فلسا) لكل سهم للمساهمين المسجلين في تاريخ انعقاد الجمعية، تفويض مجلس الإدارة باتخاذ جميع إجراءات إدراج أسهم الشركة في أي من الأسواق المالية، وتفويـض مجلـس الإدارة بشـراء أسهـــم خـــزانة مـا لا يزيـد على 10 في المئة (عشرة في المئة) مـن أسهم الشركة لمدة 18 (ثمانية عشر) شهرا طبقا لأحكام القانون رقم 132/86 والقرارات الوزارية الصادرة في هذا الشأن، وتفويض مجلس الإدارة بإصدار سندات طويلة الأجل ووضع الشروط والضوابط واستكمال الإجراءات القانونية لذلك.

وشهدت العمومية اعتراض صغار المساهمين على عدة بنود، أهمها البيانات المالية، واعتماد مكافأة أعضاء مجلس الإدارة وإخلاء طرفهم عن السنة المالية الماضية.

انتخاب مجلس جديد

وانتخبت الجمعية العمومية مجلس إدارة جديدا للثلاث سنوات القادمة مكونا من: طارق السلطان، جميل السلطان، حسين الخرافي، ايمن بدر السلطان، ناصر محمد الراشد، عصام الرفاعي، وممثل مؤسسة التأمينات الاجتماعية عادل البدر، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء احتياطي وهم: هنادي صالح، أحمد حسين الخرافي، عيسى أنور الصالح.

إجراءات روتينية

وعن الحصول على موافقة الجمعية العمومية على إصدار سندات وعلى بند إدراج الشركة في أسواق جديدة، قال السلطان إن ذلك يعد إجراء روتينيا، وما هو إلا تفويض لمجلس الإدارة لاستخدام هذه الأداة كإحدى الأدوات المالية التي قد يتم اللجوء إليها إذا كانت هناك حاجة، كما أنه لا يوجد سوق محدد سيتم فيه إدراج الشركة، مشيرا الى أنه لم يتم أخذ أي مخصصات عن عام 2009، علما بأنه يتبع الأساليب المحاسبية الدولية.