القلم والبندقية
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
أقول تركت التعليق على ما كتبه الدكتور خليفة لهذه الأيام لأتذكر من هم أهم وأسمى من أسمائنا المتواضعة وأعمالنا مهما كان تقييمها. في هذه الأيام تشهد الكويت احتفالية الاستقلال والتحرير، وفي هذه الأيام نتذكر أرواحاً زكية من البدون وأخوتهم الكويتيين حاربوا جنبا الى جنب وسجلوا ببنادقهم وأرواحهم أعمالا لا يرقى إليها الأدب والشعر ولا يقترب منها. هؤلاء الأبطال وسجلهم الاستشهادي يجعل كل عمل أدبي يتوارى خجلاً في أي محاولة للمقارنة. رجالنا في "الصامته" ورجالنا الذي أرخصوا أرواحهم كي لا يقترب السوء من أميرهم المغفور له بإذنه تعالى الشيخ جابر الأحمد. رفاق الشهيد الكندري في معركة الجسر ورفاق السلاح الذين سقطوا صبيحة الغزو الغاشم أمام أعيننا في المعسكرات. هؤلاء الرجال الذين لم يفكروا يومها في جنسيتهم ولكن فكروا فقط في انتمائهم. أسرانا الذين لم يفرق النظام العراقي في قسوة أسرهم بينهم وبين رفاقهم، ولم يفرق آسرهم بين حجم أغلالهم وأغلال رفاقهم الكويتيين.أنا أعلم أنني حين أكتب عنهم وأنا منهم قد يتأول الموقف كمن يستجدي عطفا لهم، وهو موقف يختلف حين يكتب كاتب يحمل ورقة الجنسية والانتماء، بينما ما نحمله نحن هو الانتماء فقط. ولكن ذلك لا يمنع أن نتذكرهم كما نتذكر كتابنا. وأعلم أيضا أن من ينكر عملهم ويتناسى أرواحهم، التي قدموها لوطنهم، في أيام عيد الوطن يبخس هذه الأرواح سكينتها واطمئنانها على ما قدمته لوطنها يوم حاجة الوطن إلى هذه الأرواح الزكية.يحق لي أن أتذكر رجالنا الشهداء، كويتيين وبدون، دون استثناء، وأشعر تجاههم بشعور واحد لا تتحكم فيه ورقة تثبت هذا الانتماء. ربما تتلاشى من الذاكرة بعد عقدين من الزمن أسماء أصحاب الفعل، ولكن لا يتلاشى الفعل. ما لا يمكن نسيانه هو رجل من حرس قصر دسمان كتب ليلة الغزو قصيدته وتركها تحت وسادته، وفي الفجر قدم روحه شهيدا أمام بوابة القصر. لا أذكره لأنه بدون ولكنه الوحيد الذي استعمل قلمه وبندقيته كما يليق بالقلم والبندقية.