أجّل الرئيس المصري مرة ثانية لقاءه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في حين أكد وزير الخارجية المصري أن بلاده ترفض الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قبل تحقيق تقدم ما خلال المفاوضات غير المباشرة.

Ad

في تطور مفاجئ، أعلنت مصر أمس، إرجاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى شرم الشيخ للقاء الرئيس حسني مبارك وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي كانت مقررة غداً الى يوم الأحد المقبل.

وأكدت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة أن مبارك سيلتقي نتنياهو وعباس كلٌّ على حدة للاطلاع على نتائج جولة المبعوث الأميركي جورج ميتشل الى المنطقة التي تبدأ بعد غد.

وجاء قرار تأجيل مباحثات مبارك مع نتنياهو وعباس بعد أقل من ساعتين من إصدار وزير الخارجية أحمد أبوالغيط تصريحات أكد فيها أن هذه المباحثات ستتم في موعدها.

أبوالغيط

و صرح الوزير المصري قبل اتخاذ قرار التأجيل، الذي بدا أنه لم يبلغ به، وفي إشارة واضحة إلى رفض القاهرة الاستجابة لمطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالحصول على دعم مصري للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، أن "رؤية مصر بالنسبة لمسألة الانتقال إلى مفاوضات مباشرة تقوم على أهمية تحقيق تقدم مناسب في الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي وبما يتيح للقيادة الفلسطينية أن تقرر قرارها في هذا الصدد".

وأكد أبوالغيط أنه "سبق لنا تكرار هذا الموقف بالإضافة إلى أن لجنة المتابعة العربية التي ستجتمع يوم 29 يوليو الحالي، قد تبنت من قبل نفس الموقف أي أنه ينبغي تحقيق تقدم يمكن توصيفه بأنه مرحلة متقدمة في المفاوضات غير المباشرة وعندها تبدأ المفاوضات المباشرة"، مشيراً إلى أن "هذا هو الموقف الفلسطيني الذي يجب علينا أن نتمسك به باعتبارنا داعمين للفلسطينين".

ورفضت المصادر تأكيد أو نفي وجود صلة بين إرجاء زيارة نتنياهو وتحفظ القاهرة على الانتقال السريع إلى المفاوضات المباشرة، ولكنها قالت إن "التأجيل تم انتظارا لتوافر ظروف تضمن تحقيق نتائج إيجابية".

القدس

انتقدت المفوضية الاوروبية والسلطة الفلسطينية أمس عمليات هدم المباني الفلسطينية التي قامت بها إسرائيل في القدس الشرقية أمس والتراخيص الجديدة لبناء منازل اسرائيلية، ورأتا في ذلك عقبة في طريق السلام.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في بروكسل، خلال مؤتمر صحافي الى جانب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض، "سأعبر عن قلقي العميق حيال ما يجري من تطورات في القدس الشرقية". وأضاف: "انها مبادرات غير بناءة. فالمستوطنات وهدم المنازل امور غير شرعية، وهي تتناقض مع القانون الدولي وتشكل عقبة امام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين امرا مستحيلا".

وانتقد فياض ايضا القرارات الاخيرة التي "تتناقض مع ضرورة توافر مفهوم قابل للحياة عن دولتين"، الاولى فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والاخرى اسرائيلية.

وهدمت السلطات الاسرائيلية أمس، منزلا مأهولا في القدس الشرقية وثلاثة مبان فلسطينية قيد البناء في ضواحي القدس، بحجة أنها لم تحصل على تراخيص بناء. وفي الوقت نفسه، سمحت بلدية القدس الإسرائيلية مساء أمس الأول ببناء أربعة مبان تضم 32 شقة في حي بيسغات زئيف الاستيطاني اليهودي في القدس الشرقية.

 دحلان

توقع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد دحلان أمس، أن يطلب ميتشل من السلطة الفلسطينية الذهاب الى مفاوضات مباشرة ويقدم في المقابل "حزمة اغراءات من رفع حواجز وغيرها".

وأكد دحلان أنه "لم يطلب رسميا من السلطة الدخول في مفاوضات مباشرة"، لكنه اضاف "اذا جاء ميتشل بهذا المقترح دون احراز تقدم في القضايا المثارة، فعليه أن يوفر المقترح لنفسه".

وشدد على أن "فتح تعارض الذهاب الى مفاوضات مباشرة دون احراز تقدم في قضيتي الامن والحدود في المفاوضات التقريبية"، مؤكداً أن "الضغوط ستكون كبيرة وليست سهلة، وواجبنا أن نتحمل من أجل مستقبل الشعب الفلسطيني ووضعنا الآن صعب لكن وضع الآخرين ايضا صعب".

أنقرة

طلب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس من إسرائيل "اتخاذ التدابير الضرورية" بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بارتكاب "أخطاء" خلال الهجوم على "أسطول الحرية" الذي كان ينقل مساعدات انسانية الى غزة.

وقال الوزير التركي إن "مجرد اعترافهم على الاقل بحصول أخطاء أمر إيجابي"، وأضاف: "لأنهم اعترفوا بذلك، ننتظر منهم أن يتخذوا التدابير الضرورية. إن ما حصل جريمة وليس خطأ".

(القدس، رام الله، أنقرة - أ ف ب،

أ ب، رويترز، كونا، د ب أ،

يو بي آي)