شيَّعت مصر أمس جثمان الكاتب اليساري الكبير، مؤسس جريدة «البديل» محمد السيد سعيد في مسقط رأسه بمدينة بورسعيد، وسط أحزان من أصدقائه ومُريديه من الكُتَّاب والسياسيين بمختلف انتماءاتهم.

Ad

وكان السعيد تُوفي مساء (السبت) عن عمر يناهز 59 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان طوال السنوات الثلاث الأخيرة، بمستشفى دار الفؤاد الذي نقل إليه أخيراً بعد تلقيه العلاج أشهراً في باريس على نفقة الحكومة الفرنسية.

السعيد واحد من أكبر قامات الفكر السياسي عامة، واليساري على وجه الخصوص، وتجلى إسهامه في العديد من المقالات التي كتبها لكبريات الصحف العربية والأجنبية، ومنها «الجريدة» الكويتية، ورغم أنه يوصف بالكاتب اليساري فإنه يقول عن هذا: «أنا ليبرالي بين اليساريين ويساري بين الليبراليين».

كان للسعيد مسيرة علمية وعملية حافلة بدأها منذ كان طالبا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إذ شارك في مظاهرات الطلاب في 1968، وتخرج سنة 1973، فأدى الخدمة العسكرية وشارك في حرب 1973، وبعد أن أتم خدمته العسكرية عام 1975 التحق بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.

حصل السعيد على درجة الماجستير من مصر في العلوم السياسية ودارت دراسته عن الشركات المتعددة الجنسيات وأثرها على هيكل النظام الدولي في عام 1978، ثم درس في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على درجة الدكتوراه، وكان موضوع رسالته البحثية عن العلاقات الإثنية في إفريقيا.

واعتُقِل السعيد شهراً سنة 1989 بسبب توقيعه بياناً حقوقياً يدين اقتحام قوات الأمن مصنع الحديد والصلب وإطلاق النار على العاملين فيه.

وللسعيد مؤلفات مهمة، منها: «الشركات متعددة الجنسيات» الصادر عن سلسلة عالم المعرفة، و«تداعيات حرب الخليج الثانية على النظام العربي»، وكان آخر مؤلفاته «الإصلاح السياسي في مصر» الصادر عن دار ميريت.

وتعد أهم كتابات السعيد هي ما تناولت النظام الإقليمي العربي بعد حرب الخليج.

يُذكَر أن محمد السيد سعيد كاتب ومحلل سياسي مصري وُلد في بورسعيد في 28 يونيو 1950، وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «البديل» منذ صدورها في 2007 إلى أن استقال في أكتوبر 2008، وعمل مستشارا أكاديميا لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وانضم إلى حركة «كفاية» منذ بداية تأسيسها في عام 2004.