صبيحة جلسة الاستجواب تربّعت أمام التلفزيون لمتابعتها، ولكن تذكرت أن بث الجلسات محصور بقيادة أرضية لا يتجاوز بثها حدود دولة الكويت وضواحيها، من هنا شعرت بالغبن لكون وزارة الإعلام صادرت حقي المشروع في الإعلام، الذي يمكنني من الاستفادة من التدفق الحر للأخبار والمعلومات وغيرهما. والحق أني لا أعرف المبرر الذي تتكئ عليه الوزارة لمنع بث جلسات مجلس الأمة على القنوات الفضائية الحكومية والأهلية؛ لعلها تتشبث بمقولة «الأسطوانة المشروخة» الملعلعة: بأنها لا تريد بث وإشهار ما يسمى بغسيلنا القذر على الملأ جهاراً وعلى الهواء مباشرة! ناسين أن أخبار هذا الغسيل تصل إلى العالم كله، قبل أن يرد إليها طرفها الأحول! ذلك أن ما يحدث في مجلسنا العتيد حاضر في العديد من برلمانات العالم، وربما بصورة أنكى وأزفت وأسخم!

Ad

من هنا يغدو قرار منع بث الجلسات مباشرة تعسفيا كما «الفرمان الهمايوني» في الدولة الشمولية التي «تخاف ولا تختشى».

والحق أن هذا الأخير يستوجب سؤالاً إلى وزير الإعلام، متمنين على السائل ألا ينساق إلى غواية النفس البرلمانية الأمّارة بالاستجواب! ويكتفي بدحرجة السؤال فقط لا غير، حرصاً على وقت المجلس.

والحق انه كان حرياً بالأمانة العامة للمجلس، مطالبة وزارة الإعلام ببث جلستي الاستجواب وطرح الثقة على كل الفضائيات، الراغبة في بثها كاملة، أو مجزأة، لأن البث الحر يؤكد إيماننا بحق الإعلام وحرية تدفق المعلومات، فضلا عن أنه سَيُجيَّر لحساب النظام، والحكومة الرشيدة، ويُضاف إلى رصيد حسنات تجربتنا الديمقراطية بقضها وقضيضها!

وقضها وقضيضها هذه يمكن لأي كاتب أن «يموّل» فيها إلى ما شاء الله، لأن هنات وكبوات وأخطاء وخطايا العديد من النوبا أزيد من هموم القلب، وأكثر من الشعرات البيض في لحية أخينا «.......» رغم صبغها بالحناء.

إن أغلب برلمانات العالم تبث جلساتها عبر الفضائيات والنت، مباشرة وعلى الهواء. والبرلمان الإسرائيلي يملك عدة قنوات فضائية خاصة به تغطي أنشطته يومياً طوال الليل والنهار. والعبدالله يحرص على متابعة جلسات البرلمان المغربي المذاعة يومياً تقريباً، لأن المملكة المغربية الشقيقة تشهد تجربة ديمقراطية غير مسبوقة ولا مألوفة في ديار العربان، حيث إن «حزب الاستقلال»، و»حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» المعارضين هما اللذان يحكمان البلد طوال عقد من الزمان، لذا فالتجربة تستأهل -في ظني- المتابعة والتحليل... وربما التأسي!

والجميع منا تابع ردود الفعل الإعلامية الإيجابية بشأن جلستي الاستجواب وطرح الثقة بوزير الداخلية الذي شاء له القدر والمصادفة أن يكون «النغشة»، وأول من يعلق الجرس في أذن حضرة الاستجواب المهاب! راجين ألا تكون استجابة الحكومة للاستجواب بالتصدي الحضاري له، كما «بيضة الديك» اليتيمة التي لا تحضر سوى مرة يتيمة واحدة.