قنبلة نووية على العاصمة
كثيرة هي الأمور والمظاهر غير المفهومة في البلد، وبالرغم من أن العقل والمنطق البسيط لا يستوعبان هذه المظاهر، نجد أن الحكومة ومسؤوليها لا يحركون ساكنا تجاهها، ومن أبرز هذه المظاهر المخالفة للمنطق هي الفوضى الخلاقة في تراخيص البناء وعدم إعادة تنظيم بعض المناطق.
فنأتي في البداية إلى مناطق حولي وميدان حولي وبنيد القار، حيث نشهد قيام عمارات بعشرة أدوار وأكثر مكان كل منزل قديم مكون من دورين أوثلاثة دون أي تعديلات على البنية التحتية، وقياس مدى تحملها لقيام كل تلك العمارات، ودون إعادة تنظيم الشوارع واستحداث الجديد منها حتى تستوعب الزحمة الشديدة الناتجة عن زيادة عدد السيارات الموجودة في تلك المناطق، بالرغم من معاناة هذه المناطق من الزحمة قبل موجة البناء الجديد فيها، فكل هذه المناطق تم تصميمها اعتمادا على حجم بيوتها آنذاك وعدد الأشخاص والسيارات التي يمكن أن تستوعبها، ولذلك ليس من المعقول، ولا المنطق أن تمنح تراخيص بناء العمارات فيها دون إعادة تنظيمها، فهل من المعقول أن يتم بناء مستشفى ضخم في بنيد القار مطل على شارع واحد (ذي حارتين متعاكستين) وأمامه مباشرة منزل عزاب؟! ثم نأتي إلى منطقة السالمية، حيث لايزال تداخل السكن الخاص بالعمارات الشاهقة والمراكز التجارية قائما بالرغم من الفوضى الناتجة من هكذا وضع، ودون أي تحرك جدي ملموس من قبل الحكومة لحل هذه المعضلة، وتثمين بيوت المواطنين ليتم إعادة تنظيم المنطقة، واستحداث شوارع جديدة ومساحات استثمارية، وبطريقة تكون مربحة للدولة. ثم نأتي إلى الطامة الكبرى وهي عمارات الصوابر التي أشبعت بحثا وتمحيصا لعشرين سنة تقريبا دون حسم موضوعها، بالرغم من وضوح النتيجة، وهي أن هذه العمارات لم تعد تصلح للسكن الخاص ولا للأنشطة التجارية، بل باتت تهدد حياة ساكنيها نتيجة كثرة مشاكلها، وحتى الشوراع المحيطة بها مصممة بطريقة تقليدية تسبب الزحمة. ولا يقتصر الأمر فقط على الصوابر بل حتى على العمارات المتهالكة المجاورة لها سواء على شارع خالد بن الوليد أوعلى شارع مبارك الكبير في الجهة المقابلة، والتي «تفشل» وتعد أحد مظاهر التلوث البصري، فالأولى أن يتم تثمين كل هذه القطعة أوتفجيرها بقنبلة نووية لتمسح عن بكرة أبيها، ويعاد تنظيمها من جديد، والاستفادة من هذه المساحة لتوسيع الشوارع وخلق الجديد منها وطرح المساحات من جديد للمستثمرين، بل حتى خلق مساحات خضراء عليها، فليس المطلوب أن تكون العاصمة كلها مغطاة بالخرسانة والعمارات. وأخيرا يجب أن توضع ضوابط جديدة لعقارات العاصمة والعقارات المطلة على شارع الخليج العربي، بحيث تلزم أصحاب العقارات القديمة تجديدها وإعادة بنائها، فليس من المعقول أن نجد عمارة شاهقة مبنية على طراز حديث ويلاصقها سكن للعزاب عمره أربعون عاما! ويجب أيضا أن تكون للعاصمة هويتها المعمارية الخاصة، ويتم تحديد الارتفاعات والألوان المسموح استخدامها، فليس من المعقول أيضا أن نجد عمارة لونها أصفر تجاورها عمارة خضراء ثم حمراء، وعمارة طولها عشرة أدوار ببيت من دورين وهكذا، لذلك نرجو من الحكومة ومسؤوليها وضع حلول لهذه المشاكل لأنها باتت مزمنة وبحاجة لحسم طال انتظاره ليشعر الناس ببعض الأمل عندما يشاهدون تغييرات تجري أمام أعينهم.