هو الشهر التاسع من السنة الميلادية، ويقع بين أغسطس وأكتوبر، ويطلق عليه «أيلول» أيضا، وفي اللغة المصرية القديمة هو أول شهور السنة القبطية، ويسمى «توت»، ويبدأ من 11/9، وتوت نسبة إلى الإله توت، إله الحكمة والعلم وحامي الكتبة (الكُتّاب: بضم الكاف وتشديد التاء)، ومناخيا يعتبر شهر سبتمبر نهاية الصيف وبداية فصل الخريف.

Ad

على مدى الـ50 عاما الأخيرة كان شهر سبتمبر ميعادا للكثير من الأحداث المهمة التي أثرت كثيرا في عالمنا العربي بل في العالم كله، وأيضا في مصر تحديدا.

11 سبتمبر 2001: أشهر تاريخ على الإطلاق في العقد الأخير، ففيه كانت كارثة نيويورك أو غزوة مانهاتن- كما يسميها البعض- التي قام بها تنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة بن لادن، وتم فيها تدمير برجي نيويورك بطائرتين مدنيتين، وراح ضحيتها حوالي 3 آلاف قتيل فضلا عن الجرحى، ومنذ ذلك التاريخ انطلقت الحرب العالمية بقيادة أميركا ضد الإرهاب، وشملت جميع دول العالم بلا استثناء، ومازالت أنهار الكلمات وشلال المقالات تتدفق حول هذا الحادث، ومازال بعض كتابنا يحمّلون العقل العربي مسؤوليته، ويقفون متعجبين أمام فرح العقل العربي مما حدث، متناسين فرح العقل الأميركي بأكبر الكوارث الإنسانية على الإطلاق: كارثتي هيروشيما وناغازاكي الإنسانيتين (لماذا الفرح جريدة الرأي العام 12/9/2003)

5 سبتمبر 1981: حدث مصري خالص يوم أصدر الرئيس السابق أنور السادات أوامره باعتقال أكثر من 1500 من خيرة رجالات مصر ومفكريها ومثقفيها وسياسييها، فيما وصفه البعض بثورة 5 سبتمبر! ولكنها في الحقيقة كانت بداية النهاية له، إذ تم اغتياله بعد شهر في 6 أكتوبر 1981.

21-27 سبتمبر 1970: مؤتمر القمة العربية الاستثنائي الذي دعا إليه الزعيم جمال عبدالناصر وعقد في القاهرة بعد أحداث أيلول المؤسفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، والتي راح ضحيتها أكثر من 700 قتيل و5 آلاف جريح، والتي بدأت مع دخول المنظمات الفلسطينية المسلحة إلى شوارع عمان، وتصدي الجيش الأردني لها، والقبض على بعض قادة «فتح» (صلاح خلف وفاروق قدومي) وكان حضور ياسر عرفات إلى القاهرة سرا (في قصة بطولية كبيرة بطلها الأمير الراحل الشيخ سعد) مفاجأة كبيرة للملك حسين، فاضطر للحضور بنفسه- كان قد أوفد محمد داود رئيس الحكومة العسكرية لرئاسة الوفد- وبعد جهود جبارة نجح الزعيم المصري في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، وتم تطبيقه فعلا في 27/9/1970.

28سبتمبر 1970: تاريخ لن ينساه العالم أجمع والمصريون خاصة، فبعد أن نجح عبدالناصر في وقف نزيف الدم العربي في الأردن ونتيجة للمجهود الكبير والضغوط العصبية والجسدية التي تعرض لها طوال أسبوع القمة انتابته أزمة صحية حادة توفي على أثرها، وصعدت روحه إلى بارئها في السادسة والربع من مساء الاثنين 28/9/1970، ولن نقف طويلا، ولن ندور في دوامة الماضي وذكرياته، ولكن نقول وبصدق: «نفتقدك يا ناصر... نفتقدك بشدة... نفتقدك بأمل وحنين... فسلام عليك مع الشهداء والأبرار والصديقين».