ينقسم الناس والمجتمع حول الأزمة الرياضية إلى فريقين، الأول مهتم والآخر العكس، فهو لا يرى في الرياضة غير "الطمباخية وعوار الراس"، وما يعنينا بالتأكيد هو الفريق الأول الذي هو الآخر ينقسم أيضاً إلى قسمين، أولهما ملم بالأزمة وأسبابها بل يعلن انحيازه إلى طرف على حساب آخر، والثاني على العكس تماماً، فجل طموحه هو انتهاء الأزمة وعودة الرياضة إلى سابق عهدها دون النظر إلى الأسباب، ويبدو أن الحكومة وتحسباً لما هو قادم تستهدف هذا الفريق، فقررت أن تلعب لعبة جديدة في الحشد وتجيير الآراء فاتبعت الأسلوب القديم، وهو أن تتفّه الموضوع بمحاولة تصوير المشكلة والأزمة بالشخصية، والقصد من وراء ذلك تحقيق هدفين، إما أن تكفر المهتمين بالموضوع برمته، أو أن تكسب تعاطف البعض من هؤلاء تجاهها وتجاه إجراءاتها أو حتى شخوصها، ومن يتابع في اليومين الماضيين تصريحات المسؤولين الحكوميين، وآخرهم الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. محمد البصيري فسيفهم وسيدرك بلاشك ما أعني، وسأبدأ بحديث الشيخ أحمد الفهد المنشور أمس الأول في الزميلة "القبس" حول الوضع الرياضي، الذي لن أتطرق فيه إلى محاولته التملُّص واستدرار العواطف بتصوير نفسه بأن حاله حال الآخرين بعلاقتهم بالرياضة، فلذلك مقام ومقال آخر، بل سأركز على محاولة الحكومة عبر ممثليها كما قلت بشخصنة المشكلة، فهو في إحدى إجاباته عن الطريق لحل الأزمة الرياضية يقول بالحرف الواحد: "لو يتنازل كل واحد "شوي" ويقعدون ويحققون مصلحة الرياضة الكويتية سيتحقق ذلك"، ومن يقرأ هذا الكلام يعتقد أن الشيخ أحمد الفهد يتكلم عن صديقين متخاصمين في ديوانية أو شقيقين اختلفا في البيت، وأن الأمر لا يتعدى الحاجة إلى جلسة صلح بينهما والسلام، وليس أزمة طاحنة مستمرة منذ ثلاث سنوات أتت على رياضتنا ورياضيينا بالبؤس واليأس من حل، وأن أزمة بين فريق يبحث عن تطبيق القانون وآخر يبحث عن كسر هذا القانون للمصلحة الشخصية.

Ad

أما التصريح الآخر فهو للناطق الرسمي الذي أكاد أقسم ثلاثاً بأنه أسرع من الكرة وأقوى من "تسديدة" روبرتو كارلوس لحظة دخولها المرمى في التصريحات غير المدروسة أحياناً والمدروسة

"والمتوبكة" لغرض ما في نفس يعقوب أحياناً أخرى كثيرة، وهو يقول: "لا فض فوه ولا مات حاسدوه" إن الأزمة الرياضية أزمة نفوس وليست نصوص، وبودي هنا أن أعرف من معالي الوزير المحترم  أين أزمة النفوس في المطالبة بتطبيق القانون على الجميع ومن الجميع؟ أم أنه حفظ هذه الجملة من ضمن ما طلب منه حفظه وقوله حول الأزمة.

بنلتي

حتى لا نتعب الناطق الرسمي باسم الحكومة في البحث عن إجابة السؤال الأخير، بودي أن أقول له إن الجملة التي وصف بها الأزمة الرياضية سبق أن ذكرها زميله في الحكومة الشيخ أحمد الفهد، لذلك "لو طالب منه جملة جديدة أو مدوِّر لك جملة غيرها أحسن لك" علشان لا تنفضح اللعبة.