خلال حرب تحرير العراق أوهم مراسل فضائية عربية قناته بأنه استطاع دخول شمال العراق وهو يرافق قوات «البشمركة» في عمليتها العسكرية، وعبر هاتف الثريا الذي يحمله المراسل كانت له مداخلة هاتفية في إحدى نشرات الأخبار على الهواء مباشرة، حيث أخذ يسرد بعض الوقائع مدعيا أنه برفقة القوات، في هذه الأثناء سمع المشاهدون والمذيع طرقات باب غرفة، وصوتا نسائيا يقول «روم سيرفس»، إذ اتضح أن الأخ في فندق في إحدى الدول المجاورة للعراق، إدارة القناة اتخذت قراراً على الفور بفصل المراسل.

Ad

غير بعيد عن ذلك فصلت صحيفة «نيويورك تايمز» الشهيرة أحد محرريها عندما اكتشفت أنه يزيف تقارير صحفية خلال تغطية وسائل الإعلام الأميركيه لقضية «قناص واشنطن» الشهيرة قبل سنوات.

قد نلتمس العذر لأي صحفي نقل خبراً يثبت فيما بعد أنه غير صحيح، لأننا نتحدث هنا عن خبر نقل من مصدر قد يكون ثقة، وقد يكون غير ذلك، كما أن عملية نقل الأخبار تحكمها وتؤثر فيها أمور أخرى كالوقت والسرعة في نقل الخبر، ما يوسع هامش الأخطاء، أما ما لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال فهو أن يقوم كاتب صحفي بتأليف رواية من نسج خياله ويستغل ثقة صحيفته والمساحة الممنوحة له لضرب خصومه.

في مقالي الأحد الماضي تحديت صالح الغنّام أن يكشف عن اسم «شخصية» شرم الشيخ، ولأنني متأكد من أنه لن يجرؤ على ذلك لسبب بسيط، هو أن تلك الحادثة كانت من نسج خياله وبنات أفكاره، فإنني مستمر في ذلك التحدي إلى ما شاء الله.

أكتب في هذه الزاوية مقالين فقط في الأسبوع، ورغم كثرة الأحداث وتسارعها فإنني في أحيان كثيرة أعتذر لمسؤول الصحفة عن الكتابة لعدم وجود فكرة تستحق أن أكتب عنها، وفي أحيان أخرى أمسك الورقة والقلم لكن الفكرة تتعسر، فأرمي الورقه وأعيد اعتذاري لمسؤول الصفحة.

فالقضية بالنسبة لي ليس مجرد ملء فراغ، أو حشو كلام، فإما أن أكتب ما يليق بالقراء أو أن أعفيهم من إشغال وقتهم، وهو ما لا يؤمن به صاحبنا الغنام الذي يبدو أنه على استعداد للكتابة حتى لو وصل الأمر إلى فبركة قصة من خياله كحادثة المنتجع المصري.

بعد قصة شرم الشيخ «المضحكة» وقبلها الحادثة الشهيرة لذلك «الأعمى» الذي التقاه صالح الغنام في زحمة سلامه على سمو رئيس الحكومة، ثبت لدي بما لا يدع مجالاً للشك أن الغنام مشروع روائي ناجح، وبما أن رمضان على الأبواب والقنوات الفضائية تتسابق للحصول على القصص والروايات لإنتاجها كمسلسلات رمضانية فإن الفرصة مواتية لاكتشاف «مؤلف» كويتي ينافس المصري الشهير «أسامة أنور عكاشة»، ومن اليوم وصاعداً فإن لمصر «عكاشتها»، وللكويت «عكاشتها»!!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة