«مجلس العلاقات» يجتمع بشكل طارئ في القاهرة ويقرر إرسال وفد إلى العراق وآخر إلى واشنطن وعواصم أوروبية
الصقر يدعو إلى الإسراع في تشكيل حكومة عراقية... وإلى الحوار في إطار «رابطة الجوار العربي»
بحث «مجلس العلاقات العربية والدولية» أمس، الأوضاع في العالم العربي، في اجتماع طارئ عقده بمقر الجامعة العربية في القاهرة برئاسة محمد جاسم الصقر، إذ اتُّفق على إرسال وفد للقاء كل الأطراف العراقية، ووفد آخر إلى واشنطن والعواصم الأوروبية لدعم المواقف العربية.
عقد "مجلس العلاقات العربية والدولية" أمس، اجتماعاً طارئاً في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، برئاسة محمد جاسم الصقر، حضره أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر، ورئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية العربية البارزة.وجرى خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع العربية بشكل عام، وتم التطرق إلى الأوضاع في العراق بعد الانتخابات، ونتائج القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية الشهر الماضي، خصوصاً مقترح أمين عام الجامعة الذي أقرته القمة بإقامة رابطة الجوار العربي، بالإضافة إلى سبل دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، على الساحة الدولية. وقال الصقر، رئيس المجلس عقب الاجتماع: "لقد كان اجتماعنا لمناقشة الوضع في العراق وتشعب إلى بعض المواضيع الأخرى مثل العلاقات الأميركية–الإسرائيلية، وماذا يمكن أن نعمل، ومقترح الأمين العام بشأن رابطة الجوار العربي، فالعالم العربي مليء بالأزمات والمشاكل ولن نستطيع أن نبحثها كلها، كما أننا لا نستطيع أن نحلها كلها، لكن من المؤكد أننا سنناقش كل هذه المواضيع قضية قضية، فنحن في المجلس نريد أن نكون إضافة إلى العالم العربي لا عبئاً عليه".العراقوأعلن الصقر أن الاجتماع الطارئ للمجلس بحث الأوضاع في العراق وتمّ التطرق بشكل خاص إلى موضوع الانتخابات "الذي نوقش بإسهاب كبير"، إذ تقرر "الاتصال بالأطراف العراقية لنعرف حقيقة الأوضاع هناك"، مؤكداً "أهمية تشكيل حكومة في العراق بسرعة"، وأن "تكون الأوضاع هادئة، ويتم الابتعاد عن أعمال العنف".وأشار الصقر إلى أن المجتمعين بحثوا أيضاً موضوع "العلاقات بين العراق ودول الجوار ومع العالم الغربي".«الجوار العربي»وبشأن موقف "مجلس العلاقات العربية والدولية" من مقترح أمين عام الجامعة العربية في قمة "سرت" بإنشاء "رابطة الجوار العربي"، التي تضم الدول المجاورة للدول العربية ومنها تركيا وإيران، وإذا كان هناك دول معنية عارضت تلك الفكرة، أكد الصقر أنه "لا يوجد أي انتقاد للمقترح من قبل القمة العربية"، مشيراً إلى "بعض الاعتراضات التي تكتب في الصحف ونحن ليس لنا دخل في ذلك". وشدد الصقر على أن "مجلس العلاقات يؤيد هذه الخطوة ويدعمها ويريد أن يكون هناك حوار ضمن رابطة الجوار"، لافتاً إلى أن "هذه الرابطة سوف تضم سبعمئة مليون نسمة، وهنا تكمن أهمية الحوار بين هذا العدد الكبير من الشعوب والأشخاص". المجتمع المدني ودعمالمواقف العربيةوعن دور مجلس العلاقات العربية والدولية في العلاقات العربية–الأميركية، قال الصقر إن "هناك قراراً قد اتخذ بأن يذهب وفد من مجلس العلاقات العربية والدولية إلى واشنطن وغيرها لدعم المواقف العربية على الساحة الأميركية"، وأضاف: "نحن نعلم أن الإسرائيليين واليهود بالذات موجودون في كل العواصم العالمية على مستوى مؤسسات المجتمع المدني وليس فقط الحكومات".وشدد الصقر على أن "العرب موجودون على الساحة، لكنهم يذهبون إلى واشنطن وغيرها كحكومات وهذا غير كاف، في الوقت الذي توجد فيه مؤسسات مجتمع مدني وهي لها تأثير كبير في الساحة الأميركية كمراكز الأبحاث والصحف وغيرها"، وتابع: "نحن في مجلس العلاقات العربية الدولية نريد أن نغطي الجانب الشعبي أو غير الحكومي ونتصل بالجانب المؤثر في هذه الدول مثل الكونغرس الأميركي أو غيره"، كاشفاً في هذا الصدد عن فكرة زيارة وفد عربي لمجموعة من الدول الغربية لدعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.ورداً على سؤال آخر بشأن دور المجلس في موضوع الخلافات العربية-العربية والمصالحة الفلسطينية، قال الصقر: "لقد بحثنا هذا الموضوع وسوف يتبلور خلال الأشهر المقبلة"، ولفت إلى أن "مجلس العلاقات هو جسم وليد لن يستطيع أن يتعرض لكل القضايا دفعة واحدة، ولا يجوز لنا فعل ذلك وإلا فسيكون الفشل مصيرنا، فنحن نناقش قضية قضية ونحاول أن نتعامل معها".وعن مدى تجاوب الحكومات العربية مع عمل المجلس، قال الصقر: "حتى الآن لم نتصل بالدول العربية وسيتم الاتصال بها خلال الشهرين المقبلين".أهداف ودور «مجلس العلاقات»يعمل مجلس العلاقات العربية والدولية كمؤسسة أهلية عربية، تعنى بالعلاقات العربية - العربية والعلاقات العربية - الخارجية، وقد تمّ اختيار الكويت مقراً دائماً له.ويتكون المجلس من شخصيات عربية، مارست العمل السياسي الرسمي وعلى دراية بما يحدث في الوطن العربي. ويشترط المجلس ألا يمثل فيه أي شخصيات تعمل في منصب حكومي رسمي، كما يشترط في نظامه الأساسي عدم قبول أي تبرعات من جهات حكومية لضمان استقلاليته.ويهدف المجلس إلى تكوين شبكة معرفية وسياسية مع جميع المؤسسات البحثية والعلمية والسياسية العاملة في مجالاته واهتماماته، إذ يتم توظيف الخبرات المتراكمة لدى تلك المراكز والمؤسسات في تحقيق أهداف المجلس، وإقامة الأنشطة العلمية المشتركة من خلال الندوات والدورات والمؤتمرات مع الجهات المختلفة، كالمراكز البحثية والتنموية الخاصة والأكاديمية والعامة والمنظمات الدولية، وتعزيز وتطوير برنامج تبادل الزيارات المعرفية لباحثين إلى المركز أو لأعضاء مجلس الأمناء، في سبيل تقوية القاعدة المعرفية والتواصل مع الخبراء وصناع القرار.