محامي الكنيسة القبطية لـ الجريدة●: حكم عزل البابا مرفوض والبلد إلى الهاوية
بعدما قضت محكمة مصرية ببطلان تعيين شنودة بطريركاً للأقباط
بعد تلقي الكنيسة المصرية ضربة جديدة عقب صدور حكم قضائي الخميس الماضي من محكمة الأسرة في الإسكندرية يقضي ببطلان قرار الرئيس حسني مبارك بتعيين البابا شنودة بطريركاً عام 1985، رفض محامي الكنيسة ممدوح رمزي، الحكم، معتبراً أنه لا أحد يستطيع أن يعزل البابا.وتساءل رمزي، في تصريح لـ"الجريدة": "مَن يملك أن يصدر حكماً ببطلان تعيين البابا؟ وما علاقة دوائر الأحوال الشخصية بقرار سيادي؟"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن أن تلغي محكمة الأسرة قراراً سيادياً، إذ إن القرار الجمهوري لا يلغيه إلا قرار جمهوري".
وقال رمزي: "صدور حكم مثل ذلك يعني أن البلد يتجه إلى الهاوية. لا يوجد أي كائن يستطيع أن يعزل البابا".وتأتي هذه الأزمة الجديدة في أعقاب الأزمة التي اندلعت بين الكنيسة والدولة عقب حكم قضائي يُلزمها (الأولى) قبول الزواج الثاني للمطلقين. إلى ذلك، كشف محامي الكنيسة رمسيس النجار لـ"الجريدة" أن "البابا في طريقه إلى تكليف أحد المحامين التابعين للكنيسة في الإسكندرية للرد على الحكم الصادر عن محكمة الأسرة".وصدر الحكم على خلفية قضية خلع تقدمت بها سيدة قبطية أرثوذكسية ضد زوجها الأرثوذكسي في مارس الماضي، إذ قبلت محكمة الأسرة دفع محاميها شريف جاد الله ببطلان القرار الجمهوري رقم 6 لسنة 1985 بتعيين الأنبا شنودة، بابا للإسكندرية وبطريركاً للكرازة المرقسية، بعد أن طلبت المحكمة شهادة من الكنيسة الأرثوذكسية.واستند جاد الله في دفعه ببطلان القرار الجمهوري للرئيس مبارك، بتعيين البابا شنودة، إلى صدور قرار جمهوري سابق رقم 490 لسنة 1981 من الرئيس أنور السادات بعزل الأنبا شنودة من موقعه، مشيراً إلى أن قرار الرئيس مبارك الجمهوري يخالف اللائحة الدستورية بشأن إجراءات ترشيح وانتخاب بطريرك جديد للكرازة المرقسية، التي تستدعي إعادة فتح باب الترشيح وإجراء قرعة هيكلية لانتخاب بابا جديد قبل أن يعتمده رئيس الجمهورية.وفاجأت المحكمة الجميع بإعفاء السيدة من الحصول على إذن بالتطليق من الكنيسة الأرثوذكسية، وهو ما يعتبر قبولاً من المحكمة للدفع القانوني ببطلان إجراءات القرار الجمهوري بإعادة تعيين البابا شنودة.وأكد وكيل إدارة البطرخانة في الكاتدرائية المرقصية الأرثوذكسية القمص سرجيوس سرجيوس أن "الكنيسة لن تتقبل مثل هذا الحكم، وأن محامي البابا في طريقهم للرد عليه"، مشيراً إلى أن "الرئيس مبارك لن يقبل ذلك".