وصلتني رسالة إلكترونية عنوانها "متدينة نهارا... داعرة ليلا" وفيها رابط لموقع "يوتيوب" يقول لي مرسلها ادخل وشاهد فضيحة الشيعة، ودخلت، وشاهدت، ولم يعجبني ما شاهدت وما قرأت من تعليقات طائفية قليلة الأدب والعلم والخلق من طرفين متناحرين، شيعي وسني، أو كما جاء على لسان أبطالها "ناصبي ورافضي"!
وقبل ذلك بمدة، وجدت من يدعوني لمشاهدة مقطع فضائحي آخر عن وكيل للسيد السيستاني في منطقة العمارة بالعراق اسمه مناف الناجي، وشاهدته، ولم أندهش، "بني آدم" يتبع غريزته الحيوانية، ويصور فضيحته بعقلية مراهق يريد التفاخر بفحولته بين أقرانه! رجل دين فاسد آخر ولا جديد في الأمر، شيء واحد ضايقني للغاية، كان ذوقه سيئا جدا... هداه الله وغفر له!ولو كان الأمر بيدي، لأزلت كل هذه المقاطع السخيفة من "اليوتيوب" والتي لا يفرح بها إلا الواهمون ممن يظنون أن رجال الدين ملائكة لا يخطئون، ولو كان بعضهم من أصحاب السوابق واللواحق التي يندى لها الجبين، لكن كل هذا غير مهم، ما دام أحدهم قد أطال لحيته وقصر ثوبه، ولبس الغترة بلا عقال، أو وضع العمامة على رأسه، فقد تحول في لمح البصر إلى ملاك بريء لا يعمل السيئات ولا تخطر له على بال، ويا ويلك ويا سواد ليلك إن انتقدت كلمة نطق بها أو رأياً قاله أيها الليبرالي الزنديق العميل المتصهين المتأمرك المتفبرك المتفذلك!خذوا عندكم بعض الأخبار "اللطيفة" التي وردت في الصحف خلال الأشهر القليلة الماضية لبعض رجال الدين من الأديان والمذاهب كلها "كي لا يغضب أحد" لعلكم تعيدون النظر في نظرتكم الملائكية لهم، ولعلكم تعتبرونهم بشرا ضعافا خطائين كباقي خلق الله:- إمام مسجد في الرياض يتزعم عصابة لتزييف الدولارات... (الراي.. عدد 10 يونيو 2010)-إمام مسجد آسيوي في جدة يغتصب طفلا هنديا... (صحيفة الحياد الإلكترونية... عدد 7 فبراير 2010)-الحكومة الإيرلندية تقدم مليار دولار تعويضا لنحو 13 ألف طفل تعرضوا للاستغلال الجنسي بالكنيسة ومؤسساتها... (الجزيرة... 21 مارس 2010).-الشرطة التايوانية تلقي القبض على راهب بوذي متهم باغتصاب ستة أطفال... (الراي... عدد 17 ابريل 2010)-حاخام يهودي يمارس الجنس مع فتاة أميركية أتت لاعتناق الدين اليهودي... (صحيفة اليوم السابع... عدد 26 يوليو 2010)طبعا هذه الأخبار غيض من فيض، وما خفي كان أعظم و"منيل بستين نيله" على رأي الإخوة المصريين، يشمل ذلك رجل الدين السني والشيعي والمسيحي واليهودي والبوذي وكل صاحب دين ومذهب!الفضائح على هذه الشاكلة لا تقتصر على الشيعة فقط ليفرح بها بعض السنة، أو أنها خاصة بالسنة ليفرح بها بعض الشيعة، والحصول على فضيحة جديدة لا تعني التقدم خطوة للأمام وكسب جزء من أرض العدو- إن جاز اعتباره كذلك- فالكل "في الهوا سوا"، وما أنتم أيها الباحثون عن الفضائح إلا كمن يأخذ عدسة مكبرة يبحث بها عن بقعة سوداء في ثوب صاحبه ليعيره بها مع أن ثوبه مليء بالبقع السوداء... منتهى السخف والجهالة والطفولة المتأخرة في التفكير والسلوك!
مقالات
فضيحة جديدة
27-07-2010