هل نحب الكويت ؟


نشر في 28-02-2010
آخر تحديث 28-02-2010 | 00:01
 إيمان علي البداح نحتفل رسمياً وشعبياً بعيدي الاستقلال والتحرير هذه الأيام، وأسمع الأغاني الوطنية وأرى الفرح والاحتفالات في المسيرات والتجمعات الشبابية في الشوارع وعلى الشواطئ... وأتساءل هل فعلاً الكويت في بال المحتفلين؟ هل السعادة و»الفوم» والأغاني مرتبطة بحب الوطن أو بذكريات التحرير أو الاستقلال؟ أم هي فرصة للتجمع واللهو والمرح لا علاقة لها بتلك المناسبات أو بالمواطنة؟

لنفهم علاقتنا بالكويت ونحدد هويتها لابد أن نبدأ بتعريفي «الوطن» و»الحب»؛ الوطن حسبما جاء في أغلب المعاجم هو ملجأ الإنسان وسكن أسلافه، وحيث يشعر بالحرية والأمان. لذا لا يرتبط مفهوم الوطن كما يعتقد كثيرون بالجنسية أو المولد فقط، فقد لا تشعر بالانتماء أو المواطنة في موطن أسلافك إذا لم تشعر بالحرية أو الأمان أو الحماية، وقد تشعر بالمواطنة تجاه دولة «أو جهة» لم يطأها أسلافك لأنها توفر لك الحضن الدافئ متى ما احتجته، وتقدم لك الرعاية غير المشروطة، والدولة التي تتعزز فيها الولاءات العرقية والفكرية والعقائدية على حساب المواطنة فاشلة ضمنياً في أن تكون وطناً حقيقياً لرعاياها.

أما الحب فهو مجموع مشاعر والتزامات متبادلة تعبر عن ارتباط اختياري بالمصير، وأشدد هنا على كلمتي متبادلة واختيارية... فالحب الحقيقي ليس مصيراً أو قدراً مكتوباً بل اختياراً واعياً، و»الحب» من طرف واحد ليس حباً حقيقياً، بل عارضاً لأمراض نفسية عدة، فحب الوطن يعني الحنين والولاء والحماية والرغبة الصادقة في ربط المصيرين الشخصي والعائلي بهذا الوطن، ليس من باب «الواجب» فقط إنما باختيار ورغبة صادقين، وهذه المشاعر لا معنى لها إن لم يصاحبها فعل مساند يتجلى في الخدمة والعطاء واحترام العقد الاجتماع الذي قام عليه الوطن، وهذه المشاعر لابد أن تكون متبادلة إذا أردنا علاقة صحية وتمنينا استمرارها، فلا فائدة من حب وطن يشعرك بالاغتراب أو يعجز عن حمايتك أو احتضانك. هذا الحب أحادي الطرف لن يستمر طويلاً وسيتبدل الوطن ببدائل كثيرة قادرة على مبادلتنا «الحب» مثلما الحال في العائلة أو القبيلة أو الطائفة أو المذهب.

لذلك كله أتساءل: كم منا يحب الكويت حقاً؟ ومن منا يشعر بحبها؟ وكيف يدعي حب الكويت من تركها طواعية فجر الغزو؟ ومن يخزّن أمواله وخيره منذ ذلك اليوم خارجها تأهباً للغزو القادم؟ ومن يقبع بالبيت أو يداوم ساعتين في اليوم دون إنتاجية حقيقية ويطالب بالزيادات والمنح وينتظر التقاعد؟ ومن لايزال يتمسك «أو يبحث» عن جنسية أخرى احتياطاً؟ ومن يعمل بكامل وعيه وإرادته لمسخ الدستور، العقد الاجتماعي الذي جعل الكويت وطناً؟

أتساءل لأنه لو أن نصف المحتفلين أحبوا الكويت حقاً لكنا خير دولة!

back to top