ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا>... نعم آن لكم أيها الرجال أن تتخلصوا من عقدة تأنيب الضمير، آن لكم أن تنسفوا تاريخا من الظلم الواقع على كواهلكم، وقيودا نسجتها دموع النساء على مر السنين أوهمتكم أن النساء ضحايا، وأنهن المستضعفات في الحب، وأنكم أيها الرجال قساة، ظالمون، مستبدون، لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلوبكم.
آن لكم أيها الرجال أن تعوا الحقيقة الغائبة عن أذهانكم طوال وجودكم على هذه الأرض، آن لكم أن تتخلصوا من زيف كذبة حاكتها حواء بدهاء وانطلت عليكم منذ بدء الخليقة، آن لكم أن تكتشفوا كم كنتم أغبياء بجدارة وعن استحقاق، إلا أن عزاءكم الوحيد هو أنكم... أنتم الضحايا.العلم أنصفكم أخيرا... وكشف الجلاد الحقيقي الذي كان يمارس دور الضحية، والضحية التي صدقت ببلاهة أنها الجلاد!لعمري أن ذلك لفتح مبين، وتحول كبير في تاريخ البشرية لا يقل أهمية ولا عظمة عن لحظة اكتشاف الكهرباء، أو الذرة، أو الهندسة الجينية!أثبتت دراسة علمية حديثة قامت بها باحثة إيطالية تدعى مارازيتي أن الرجل عندما يحب يقل في داخله هرمون التستوستيرون، وهو هرمون ذكوري مسؤول عن إظهار الخصائص الجنسية الذكرية، مثل شعر الوجه والجسم، والصوت العميق والعضلات، بينما يزيد هذا الهرمون في الأنثى عندما تحب!بعبارة أخرى يصبح الرجل أكثر رقة عندما يحب، بينما تصبح المرأة أكثر خشونة وقسوة وغلظة!كما أنا هذا الهرمون الذكري، هو المسؤول عن قدرة الرجل على تحمل الألم، وهذا يعني أن الرجل عندما يتنيّل على عينه ويحب، يُجرّد من أهمّ أسلحته الدفاعية، ويعطى هذا السلاح حلالا زلالا للمرأة العاشقة!كما أن هذا الهرمون عندما يقل في جسم الرجل يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية، والجلطات، وذلك حسب باحثين بريطانيين من جامعة كامبريدج، كما انه وحسب باحثون في دورية العناية بمرضى البول السكري فإن المستويات المنخفضة من التستوستيرون قد يكون عامل خطر للإصابة بمرض السكر!كل هذه الدراسات تثبت حقيقة واحدة مفادها:الرجل هو الأكثر عرضة للدمار عند وقوعه في الحب!الرجل هو من يصبح الأضعف، والأكثر حساسية ورقة، والأكثر عرضة للأمراض والعذاب، وليس المرأة!وان الرجل المحب هو الأكثر احتياجا الى الرأفة، والحنان، والشفقة، لأنه الأكثر قابلية للعطبوالانكسار في الحب!والحقيقة هذه لطالما غيبتها الأنثى عن الرجل، وأوهمته أنها هي الطرف الأضعف، والمغلوب على أمره، وهي التي تعاني الأمرّين من ويلات الحب، بينما آدم هو الطرف الأقوى الذي لا يرحم، ولا يحس! وتحت هذا التزييف –المتعمد ربما- استمرت حواء منذ الأزل في ابتزاز آدم عاطفيا، ومص دمه واستنزافه حتى آخر قطره!على مر التاريخ عرفنا مجانين عشق من الرجال على شاكلة مجنون ليلي، ولكنا لم نسمع باسم مجنونة عشق قط، وذلك لأن النساء يصبحن -وكما أثبتت الدراسات أخيرا- أكثر عقلا واتزانا في الحب، وأكثر قوة من أن يصبن بالانهيار العاطفي، بفضل ارتفاع التستوستيرون اللعين لديهن!يا لغبائك يا آدم، ويا لدهائك يا حواء!
توابل
آخر وطن البراءة
11-09-2009