آمال من اليوم...الدفع نقداً

نشر في 22-12-2009
آخر تحديث 22-12-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي قبل كل شيء، ألفت إلى أنني أكتب هنا رأيي الخاص، وهو لا يمثل بالضرورة رأي "لجنة الإنقاذ الوطني" التي أتشرف بعضويتها إلى جانب مجموعة من النواب والكتاب والسياسيين، المنتمين إلى جميع شرائح وطوائف المجتمع. ورأي اللجنة ستستمعون إليه من أحد أعضائها أثناء التجمع الجماهيري الذي سيقام الليلة في المساحة الكبيرة الواقعة أمام ديوان النائب خالد الطاحوس في منطقة العقيلة، وهي مساحة شاسعة تتسع لأعداد هائلة من السيارات والجماهير المتوقع تدفقها.

ويبدو أن الحكومة لم تدرك إلى هذه اللحظة حجم الكارثة الوطنية التي تهاونت في وأدها، ما أدى إلى تشنج عقول بعض الشبان الغاضبين، وغليان الدماء في عروقهم، وغياب وعيهم. وقد سمعنا كلماتهم العفوية في الندوة السابقة ما جعلنا نتداعى بسرعة إلى تشكيل لجنة "إنقاذ" من العقلاء لكبح جماح حصان الفتنة الذي وقف على رجليه، وعلا صهيله.

هكذا عودتنا الحكومة، تغض طرفها لفرط "عفّتها" عن الفتنة، وتتركنا وحدنا نجاهد في لجم الحصان، حتى تمزقت أكفنا وسالت دماؤها... وها هي اليوم (الحكومة)، وأمام أكبر جريمة في تاريخ الكويت، وأكرر، أمام أكبر جريمة في تاريخ الكويت، لا تجتمع إلا بعد فوات الأوان، لتعالج السرطان بالبندول، وتستعرض أمامنا قدرتها على صياغة الجمل الإنشائية، وصرف "شيكات بلا رصيد" من الوعود المخدرة.

معذرة حكومتنا، الفاتورة أكبر من المبلغ المكتوب في الشيك. ثم إننا لن نقبل منذ اللحظة أي شيك. خلاص. من اليوم سيكون الدفع نقداً. الدين ممنوع. مع تكرار اعتذارنا الشديد.

وللتنبيه، "أبو جعل" ليس خصمنا، ولا "البسوس" أيضاً خصمنا، وهي التي رأينا قناتها الفضائية، بعد التجمع السابق "تسحب ناعم" وتطالب بالوحدة الوطنية. وما فعلاه من نشر الحلقة سيئة الذكر ليس إلا "القطرة التي أفاضت الكأس"... ولا وزير الإعلام، وحده، خصمنا. وإنما خصمنا هو الإدارة الحكومية التي تركتنا نحترق وانشغلت في تناول حبات الفراولة في بلكونتها المطلة على الحديقة العامة. لكنني أظن أنها ستزيح طبق الفراولة جانبا وستنزل على الدرج جرياً، ولن تنتظر وصول الأصانصير، عندما تستمع إلى مطالب اللجنة في تجمع الليلة، وبعد أن تستمع إلى تأييد النواب لمطالب اللجنة المتوافقة مع الدستور، واستعدادهم لتنفيذها.

الليلة، لن تقبل المايكروفونات نقل الشعارات الفارغة. الليلة يبدأ العمل. الليلة سنخطو الخطوة الأولى في طريق استعادة وحدتنا الوطنية بأيدينا، لا بيدها هي ولا بيد عمرو، وستشاهدنا ونحن نخنق الفتنة إلى أن تنقطع أنفاسها وتموت، مرة وإلى الأبد. لكن هذا لا يعني أن تبقى الفاتورة ملقاة على الطاولة من دون أن تُخرج الحكومة الكريمة محفظتها.

وبعيداً عن الحكومة، سأكون ممتناً لدولة رئيس البرلمان السيد جاسم الخرافي، الله يذكره بالخير - إن كان قد علم بما حدث على الساحة، وسمع عن خروج مارد الفتنة من قمقمه - إذا تواضع دولته قليلاً وأسمعنا صوته الذي نسينا نبرته، فقط كي نتذكر النبرة، لا أكثر.

على أي حال يا دولة الرئيس، أو يا صديق سمو الرئيس، أتشرف بإهدائك أغنية نجوى كرم: "الدنيا ولعانة برّا..."! لحظات ممتعة أتمناها لك على أنغام هذه الأغنية الجميلة.

 

***

 

سنحرص على الهدوء وعدم الخروج على قوانين الدولة، وسنطالب الناس بذلك، وسنحرص أيضاً على تذكير وزارة الداخلية بأن لا تسمح لأحد بعرقلة المرور في الطريق إلى التجمع هذه الليلة.

موعدنا هناك.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top