آمال تثبيت أكتاف

نشر في 20-08-2009
آخر تحديث 20-08-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي أكتب ويدي ترتجف، وبدني يرتجف، نتيجة الحمّى التي جعلتني كالموبايل "الهزّاز". ولست مُتَيقِّناً أَعَقلي أيضاً يرتجف أم لا. المهم أنني سأكتب، ولا نامت أعين الأصحاء، من أمثال مبارك الديحاني والزميل وضاح اللذين لا أتذكر أنهما ناما على فراشيهما يشتكيان المرض. ولا أتمنى شيئاً في الحياة إلا أن أراهما مريضين، ولو يوماً أو بعض يوم.

ولولا معرفتي سبب الحمّى لهرولت بكل ما أوتيت من سرعة إلى الطبيب خوفاً من الخنازير أولاد الخنازير، لكنني كنت السبب لا الخنازير... إذاً هي مصارعة بيني وبين الحمّى، ومحاولة تثبيت أكتاف متبادلة، فكلما جثمَت الملعونة على كتفيّ كي أعلن استسلامي دفعتها ونهضْتُ، وكلما ظننت أنني قهرتها ورحت أتمشى في البيت رافعاً بيارق التحدي، أجلستني مستنداً إلى أقرب حائط أستجدي الأنفاس وأمسح العرق. هذا ولاتزال الخناقة مستمرة، وبالله التوفيق.

وأخشى أن تمنعني الحمى الملعونة عن التركيز عند كشف ملفات مغارة الإعلام، أو وزارة الإعلام كما يسمونها بالفصيح، وأخشى ألّا أستطيع القول إن وكيل المغارة، أو ماردها، الشيخ فيصل المالك الصباح ثابت على كرسيّه كما الجبال الرواسي، جذوره في الأرض وفروعه في السماء، إن صدمَته سيارتك انقلبت، وإن صدمته سفينتك غرقت، سواء كنت وزيراً أو كاتباً أو نائباً. وهو بطريقته الناعمة الليّنة استطاع أن يجعل الاقتراب من حمى المغارة رجساً من عمل الشيطان، فاجتنبوه يا أولي الألباب. وهو يتعامل مع الوزارة كما يتعامل مايكل جاكسون مع ولديه، يغطي وجهها عندما يصطحبها إلى مدينة الألعاب.

وهو، أي الشيخ فيصل، داهية حاد الذكاء، لكنه يجيّر ذكاءه للبقاء أطول مدة على العرش، لا لتطوير الوزارة. وهو صامت دائماً، يراقب الشارع من البلكونة، عبر المنظار الليلي. تحترق الأرض أو يغرقها المطر لا يهم، المهم أن ركنه في المغارة بعيد عن المطر والنار. ومهما علا صوت احتكاك الحديد في المغارة، فبإمكان الشيخ فيصل توفير الزيت الذي يمنع الضجيج والصخب، هو رجل يجيد استخدام الزيت والبطاطين لتخفيض صوت الضوضاء. لله دره.

وكم من وكيل وزارة جرفته العاصفة وهو لمّا يذقْ بعدُ طعمَ العسل، آخرهم كان وكيل وزارة المواصلات عبدالعزيز العصيمي الذي بقي أشهراً معدودات ثم راح في الكازوزة، لأنه لا يجيد الانحناء أمام العاصفة كما يجيدها مارد المغارة.

والمارد الآن في عصره الذهبي، إذ يتولى الوزارة الشيخ أحمد العبدالله الذي تعرف السلطة أنه يغرق في شبر ماء، لذا أعطته محيطين بجلالة عمقيهما، وزارتي النفط والإعلام، على أن يتدبر الكويتيون أمرهم بالاعتماد على الطاقة الشمسية.

وسأسعى في القادم من الأيام إلى استطلاع مغارة الإعلام، واكتشاف ما يحدث في الداخل، وسأبحث عن مداخلها ومخارجها السرية، كي أنشر خريطتها للناس.

 

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top