أعاد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الحياة إلى ما كان يعرف بالمثلث العربي الذي يضم السعودية ومصر وسورية، وذلك بمحادثات منفصلة أجراها أمس، مع الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد.

Ad

استكمل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الجولة العربية التي استهلها أمس الأول في الكويت، حيث التقى الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والمسؤولين الكويتيين، بزيارة إلى مصر حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبوالغيط ، قبل أن يزور العاصمة السورية دمشق حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.    

وجاءت جولة الفيصل في وقت شهد يوم أمس الأول، حراكاً عربياً مكثفاً على خط عملية السلام تمثل في اللقاءات التي أجراها مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في شرم الشيخ، والتي تم التوافق خلالها على صيغة عربية لتحريك عملية السلام سيعرضها وزير الخارجية المصري ومدير جهاز الاستخبارات المصرية العامة الوزير عمر سليمان على الإدارة الأميركية خلال زيارتهما القريبة إلى واشنطن. وإلى جانب عملية السلام، تطرقت محادثات الفيصل إلى الأوضاع في اليمن.

 

في دمشق

وأكد الأسد والفيصل حرص بلادهما على سلامة ووحدة واستقرار اليمن والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وأفادت الوكالة بأن الأسد جدد "دعم سورية لأي جهد يسهم في إيجاد حل يضمن وحدة الصف الفلسطيني".

من ناحيته، أشار الفيصل للصحافيين عقب اللقاء إلى أن "المباحثات تناولت العديد من القضايا ومنها عملية السلام والعقبات التي تضعها إسرائيل في وجهها"، وشدد على انه "تم الاتفاق على ضرورة لمّ الصف العربي والعمل على تحقيق مصالحنا".

ونقل الفيصل: "رسالة شفوية من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتعلق بآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآخر التطورات على الساحة العربية" بحسب الوكالة. وتابعت الوكالة ان اللقاء تناول "اهمية استمرار التنسيق والتشاور السوري السعودي تجاه الملفات العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والعرب جميعاً".

وبشأن الوضع على الساحة العراقية نقلت "سانا" عن الفيصل تمنيات سورية والسعودية بأن "تؤدي الانتخابات القادمة الى حلّ المشاكل الاساسية التي يتعرض لها العراق". وعن الوضع في لبنان، قال الأمير سعود إن "الملف اللبناني يسير بشكل جيد ولا يحتاج الى بحث".

في شرم الشيخ

وفي شرم الشيخ، سلم الفيصل أيضاً رسالة من العاهل السعودي إلى الرئيس المصري تتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة. وتطرقت محادثات وزير الخارجية السعودي مع مبارك التي تمت في شرم الشيخ الى الأوضاع في المنطقة، خصوصا السعي الى تحريك عملية السلام وتنسيق المواقف العربية، والأوضاع المتوترة في اليمن.

وأكد وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحافي مشترك مع الفيصل تطابق وجهات النظر بين الطرفين حيال كل الملفات في المنطقة، مشدداً على وقوف مصر إلى جوار السعودية ومساندتها في كل الإجراءات والجهود للتصدي لأي محاولات لاختراق حدودها، في إشارة إلى العملية العسكرية التي تشنها المملكة ضد المتسللين الحوثيين.

وعما إذا كان اليمن سيصبح جبهة جديدة للحرب على الإرهاب في المنطقة، وعما اذا هناك تنسيق عربي خاصة بين مصر والسعودية لمواجهة هذا التطور المحتمل، قال أبوالغيط: "هذا الموضوع محل نقاش دائم بين مصر والسعودية على كل المستويات وكل الأجهزة".

من ناحيته، كشف الفيصل أن محادثاته مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يوم الأحد الماضي استهدفت في الأساس معرفة ما اذا كانت الحركة تقف ضمن الصف العربي أم في صف طرف آخر، في إشارة واضحة إلى إيران.

وأكد الفيصل أن "مشعل كرد على ذلك أكد علناً عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية، وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة مشعل".

العاهل الأردني

وأجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس زيارة عمل قصيرة الى الرياض، التقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن

عبدالعزيز. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن زيارة العاهل الأردني إلى السعودية تهدف الى بحث تطورات الاوضاع في المنطقة، لاسيما جهود اطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعالج مختلف جوانب الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتحقق السلام الشامل والعادل استناداً الى حلّ الدولتين والمرجعيات المعتمدة.

(دمشق، الرياض - أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا، د ب أ، يو بي آي)