يقفل الأسبوع السياسي في لبنان على سلسلة من الملفات الساخنة، على وقع السجال بشأن موضوع الاتفاقية الأمنية الموقّعة مع الولايات المتحدة الأميركية.

Ad

بعد أسبوع سياسي هادئ نسبياً، شهدت عطلة نهاية الأسبوع فورة في المواقف والتصريحات، مع تعدد محاور الاهتمام السياسي، المحلي والعربي والدولي، في وقت يحضر فيه الملف اللبناني على الأجندة الألمانية، بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى ألمانيا، إذ سيلتقي غداً المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ويبحث معها في عملية السلام بالشرق الأوسط والعلاقات الثنائية، إضافة إلى مهام قوات "اليونيفيل"، على خلفية تعهد حكومة يمين الوسط الألمانية العام الفائت خفض عدد القطع البحرية الألمانية المتمركزة قبالة السواحل اللبنانية على مراحل.

وأوضح الحريري عشية سفره أن زيارة ألمانيا "لشكرها على كل ما قدمته ولتشجيعها على الاستمرار في التزامها تجاه لبنان، لأن ذلك يفيد بلدي بشكل كبير، وكذلك لتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا واستطلاع فرص تعاون جديدة بيننا، وسنناقش الوضع الإقليمي وكيفية حماية لبنان من النزاعات الإقليمية". وأشار إلى أن "العلاقات الثنائية قطعت مرحلة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية في جميع الميادين، منها: التعاون الدبلوماسي، المساعدات الإنمائية، وكذلك التعاون الأمني والذي نأمل تعزيزه".  

ونفى الحريري وجود أي توتر في العلاقة مع سورية، وأكد أنها تسير على الطريق الصحيح". وقال: "لدينا مصالح مشتركة في الاقتصاد والتجارة والأمن والثقافة، وعلى المستوى الإقليمي نواجه التحديات نفسها نتيجة غياب التقدم في عملية السلام"، لافتاً إلى أنه سيزور دمشق في الأسابيع المقبلة لمباحثات معمقة بشأن جميع هذه المسائل".

سلام

وكان السفير اللبناني لدى الأمم المتحدة نواف سلام دافع أمس الأول عن تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخير، الذي زج اسم سورية في قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحزب الله.

وقال سلام، في تعليق صحافي عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن لمناقشة تقرير بان كي مون ورداً على رسالة سورية بعث بها السفير السوري بشار الجعفري أمس إلى السكرتير العام، محتجاً على استمرار «زج» اسم سورية في كل التقارير ذات الصلة إن «المسألة ليست قضية زج اسم سورية في هذه التقارير، فهنالك موجب محدد في القرار 1701 يتعلق بموضوع الحدود... حدود لبنان، وطبعا حدود لبنان تعني أيضا حدود لبنان وسورية».

وأضاف السفير سلام أنه أكد في مجلس الأمن الأهمية التي تعطيها حكومة لبنان لضبط الحدود، ولاسيما بالتعاون مع الأشقاء السوريين.

واستغرب سلام تطرق الرسالة السورية إلى وضع الفلسطينيين في لبنان قائلاً: «إنني أستغرب استمرار الرسائل السورية في الاشارة الى اتفاق القاهرة، وكأن هذا الاتفاق لايزال ناظماً للعلاقات اللبنانية- الفلسطينية، بينما اتفاق القاهرة تم إلغاؤه من قِبَل لبنان».

وكان الجعفري قد أشار في رسالته امس الى أن الوضع على الحدود اللبنانية- السورية، ينظمه اتفاق القاهرة لعام 1969.

ذكرى «14 آذار»

وبينما اتجهت الأنظار إلى "آخر الكلام" الذي قاله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لسورية، خلال مقابلة مع قناة الجزيرة، بالتزامن مع توالي صدور معلومات بشأن اقتراب موعد زيارته إلى سورية، تحيي قوى "14 آذار" الذكرى الخامسة لانطلاقتها بمؤتمر رسمي تعقده بعنوان "حماية لبنان"، وأوضح منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، "أن هذه القوى ستقول بشكل واضح، إن حماية لبنان ترتكز إلى مرجعيات أساسية، وهي مرجعيات دستورية ومرجعيات قانونية ولها علاقة بالشرعية العربية، خلافاً لمن يدّعي أن حماية لبنان هي بتوازن الرعب أو نصب الصواريخ في البقاع أو في الجنوب".

قمة ليبيا... والاتفاقية الأميركية

في موازاة ذلك، نشطت القوى الشيعية على خطي قمة ليبيا وموضوع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية مقابل الحصول على هبة مالية. وتابع نواب كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري ما بدأه أول من أمس لناحية تشديده على أن مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا "غير مقبولة تحت أي ذريعة"، معتبراً أنها "إذا حصلت فستهدد الواقع السياسي القائم حالياً". وفي هذا الإطار، انتقد النائب علي بزي مواقف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، مؤكداً "أنه لا أحد يطالب بوساطة في هذا الموضوع"، بينما شدد زميله النائب علي خريس على أن "موقف رئيس الجمهورية بعدم المشاركة لا يكفي، ويجب أن يستتبع بموقف رسمي واضح بعدم مشاركة أي مسؤول لبناني في هذه القمة".