لطالما انغمسنا من خلال مقررات ماجستير علوم الإدارة والتخطيط في نظريات التنمية البشرية، وانتابتنا الحيرة بين الواقع والطموح للوصول إلى الإدارة الفاعلة والوصفة المناسبة   للتنافسية والإنتاجية عبر التخطيط الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية.

Ad

واليوم نتساءل عما فعلناه حتى يومنا هذا؟ ألم تزدحم صحفنا اليومية بمشاريع توني بلير وغيره، لإصلاح وتشخيص الخلل الإداري؟

 وأذكر أنني ذكرت في مقال سابق أن خبرة بلير الشخصية    كامنة في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية, وذلك من خلال ترؤسه قبل عامين اللجنة الرباعية الدولية واطلاعه على دهاليز السياسة الدولية، وأعتقد أن كلماتي لم تكن بعيدة عن الحقيقة، حيث أشار بلير من خلال تقريره إلى فكرة تأسيس مجلس أو منظومة في منطقة الخليج تختص بالأمن والتعاون الإقليمي على غرار مؤتمر الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا، واليوم تتباين آراؤنا حول احتواء الشأن الخليجي بأبعاده الاجتماعية والأمنية، ولم تتأسس المنظومة.

واقترح التقرير أيضا إعادة الموسيقى إلى المناهج الدراسية, ولمَ لا؟ فالمتابع لإقبال القنوات الفضائية على بث حفلات وزارة التربية في فترة السبعينيات والثمانينيات, يدرك أنها الفترة التي أثارت بها مقررات مادة الموسيقى التنافسية بين الأساتذة في تأهيل طلاب المدارس للأداء المتميز وإحياء الأغاني الشعبية بكل أنماطها والابتعاد عن المبالغة في الكلمات والأزياء والأصباغ. وأذكر منها أوبريت "ها نحن عدنا ننشد الهولو"، و"عدنا يا كويت إلى شواطئك الأمينة"، والذي أخرجه محمد السنعوسي، وساهم به طلاب ثانوية يوسف بن عيسى والنزهة وآخرون على مسرح المعاهد الخاصة، الذي يشكو الإهمال، ويتطلع إلى إعادة ترميمه  ليستعيد دوره "صرحا تربويا" مهما حتى لا نفتقد الخيال والإبداع في العمل الوطني والمسرحي والترفيهي. أما في الشأن المحلي فقد اقترح بلير إنشاء وحدة للمتابعة وإدارة "الإعلام الاستباقي"، واليوم وفي ظل تداخل القضايا المرفوعة ضد أصحاب الصحف والقنوات الفضائية نفتقد الإعلام الاستباقي والموضوعي.

* أين خالد الفضالة؟  

واستكمالا لما سبق نشعر اليوم أننا نملك المميزات العديدة, وما يؤهلنا لخلق الميزة التنافسية بين الموارد البشرية الخليجية،  والسبب هو إيماننا بطاقتنا البشرية التي لا تقتصر على الإصلاح الاقتصادي فقط، بل السياسي أيضا, فحركة الإصلاح الانتخابي "نبيها خمس" ارتكزت على الطاقات الكويتية الشابة, والمطالبة بحقوقنا السياسية "حركة حق المرأة الآن"، في عام 2005 ارتكزت أيضا على الفئة الشبابية، الأمر الذي يجرنا للحديث عن الشاب "خالد الفضالة" وغيره من الشباب الذين حملوا شعلة الإصلاح الانتخابي دون المساس بالوحدة الوطنية، وحافظوا على وحدة الصف الاجتماعي دون التعرض لفئات أو طوائف، وإن خانتهم اللغة أحيانا في التعبير عن آرائهم... ولكن الصدر الرحب الذي عرفناه سيتسع دوما لاحتواء الناشطين والناشطات من النساء والشباب معا، من هذا الجيل لأنهم دعائم العملية التنموية وركائز الخطط الإصلاحية سواء كانت في إطار الإصلاح الانتخابي أو الخطط الخاصة بالتنمية البشرية.

خلاصة القول: إننا نمتلك السبل التنفيذية لإقرار الإصلاح المنشود، والسبيل يكمن في تطوير استراتيجية مشتركة نحو التحديث، والحرص على تفادي خسارة الأطراف المشاركة في عملية الإصلاح من نساء وشباب، وأن أسلوبنا في التعامل مع التخطيط وإدارة الأزمات بحاجة إلى وقفة ومراجعة.