ساد الاعتقاد بأن المرأة العاملة لا تستطيع التوفيق بين العمل من ناحية ومتطلبات الأسرة ورعاية الأبناء من ناحية أخرى، واليوم اخترت أن أسترجع بعض البيانات من دراسة شاركنا في إعدادها عام 2002، تناولت محاورها المرأه الكويتية العاملة، والمعايير المختلفة لأهمية وجودها في سوق العمل، من حيث المردود المادي الذي تنتفع منه أسرتها، بالإضافة إلى العطاء والإنتاجية اللذين يشكلان منفعة للدولة، وقد تناولت الدراسة العقبات التي تقف أمام الخريجات الجديدات الداخلات إلى سوق العمل، ومنها افتقار مراكز العمل إلى استخدام مقاييس الكفاءة، والاعتماد الكلي على التخصص الدراسي، بالإضافة إلى خروج العاملات المتزوجات من سوق العمل لرعاية الأبناء، ثم العودة إليه مره أخرى، وقد شملت الدراسة عينة من النساء العاملات في القطاعين الخاص والعام معاً.
واللافت للنظر من خلال تفاعل العينة مع الأسئلة المطروحة هو اتفاق النساء العاملات على أهمية "المساعدة العائلية" في الاهتمام بالطفل خلال سنواته العمرية الأولى، أثناء ساعات العمل، وتباين الآراء حول قرار الدخول إلى سوق العمل، وتحميل المربيات مسؤولية تربية الأطفال. وأما حول دور المرأة العاملة تجاه تلبية احتياجات الأبناء، فقد أجابت 22.6% من أفراد العينة من النساء العاملات أنهن يقمن بتلبية جميع احتياجات أبنائهن، و23.5% من أفراد العينة يقمن بمسؤولية الرعاية الغذائية الكاملة للأبناء دون الاعتماد على العمالة.وعلى الرغم من غياب "مسؤولية الزوج" عن الأسئلة المطروحة، فإننا نستخلص من الدراسة أن هناك العديد من المؤشرات التي تحدد موقع الزوجة العاملة من سوق العمل، وعدم تخليها عن مسؤولية الأبناء بحجة العمل.ومن الملاحظات أيضاً، أن الزوجة العاملة تدخل إلى سوق العمل وتصبح جزءاً أساسياً منه في فترة ما قبل ميلاد الطفل الأول، بعد ذلك تمر بفترة لا تعتبر من القوى العاملة ثم تعود إلى العمل بساعات محدودة، ومازال البعض يراهن على افتقاد المرأة إلى الدافع للعمل، والبعض الآخر يرى أن القدرات متفاوتة وليس لها علاقة بمسؤولية تربية الأطفال.ومن الملاحظات كذلك أن المرأة العاملة غير المتزوجة أكثر إقبالاً على المجالات التي تتطلب الاستمرارية والخبرة والتدريب، وبالتالي نستطيع أن نقول إنها "بظروف العمل الحالية" توفر العائد الأكبر على الاستثمار في رأس المال البشري.خلاصة الموضوع أن المرأة العاملة الكويتية أصبحت جزءاً أساسياً من سوق العمل والإنتاجية، وعنصراً مهماً من عناصر العملية التنموية، لذا فمن الواجب علينا أن نسعى إلى الاهتمام بإعادة النظر بـ"تصميم العمل" job design المناسب للحد من خروج المرأة من سوق العمل، وتوفير نظام العمل الجزئي المناسب لساعات العمل المحدودة، لنكون قد استرجعنا عنصراً محلياً مهماً لسوق العمل، وساهمنا في الحد من استقدام عمالة ضعيفة التحصيل العلمي والإنجاز العملي على حد السواء.كلمة أخيرة: جميل أن نرى اهتمام الصحف الإلكترونية بنشر مقالاتنا، ولكن أرجو الالتزام بذكر المصدر... وهو جريدة "الجريدة".وكلمة أخرى: انطلقت رسائل هاتفية تحذر من الدمار البيئي الذي تسببت به لجنة الإزالة واصفة إياها بلجنة إزالة الأشجار، وانطلقت رسائل أخرى "مضادة" تحذر من التعديات على أملاك الدولة و"ارتفاع الأسوار"... بين هذه اللجنة وتلك يقف المواطن حائراً أمام أراضٍ شاسعة بلا أسوار ولا أشجار.
مقالات
المرأة الكويتية... داخلة أم خارجة من سوق العمل؟
23-02-2010