الصالحي: الشريف افتتح معهد الموسيقى في بغداد

نشر في 10-03-2010 | 00:01
آخر تحديث 10-03-2010 | 00:01
طبّق تكنيك آلة التشيلو على العود وتأثر بها طلبته
افتتح الباحث الموسيقي أحمد الصالحي الموسم الثقافي لجمعية الفنانين الكويتيين بمحاضرة موسيقية رائعة بعنوان "الموسيقار الشريف محيي الدين حيدر- تاريخه وإبداعه"، وأدار الحوار يوسف السريع.

استهل يوسف السريع الحديث بتوجيه الشكر إلى جمعية الفنانين الكويتيين، رئيساً وأعضاء، ومقدماً المحاضر أحمد الصالحي، وهو أستاذ محاضر في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وساهم في العديد من الأبحاث الموسيقية.

ثم تحدث الصالحي قائلاً: نتناول في المحاضرة عازف عود، لكن حياته عبارة عن مجموعة من الأحداث التي كوّنت شخصيته الفنية وانجازاته الأكاديمية.

ثم قدم الصالحي سيرة الشريف محيي الدين حيدر الذي ولد في إسطنبول بتاريخ 21 يناير 1892 لأب من الأسرة المالكة في الحجاز آنذاك، فقد كان والده الشريف علي باشا حيدر نائبا لرئيس مجلس الأعيان في الدولة العثمانية، وآخر أمير لمكة المكرمة معين من قبل العثمانيين، وكانت والدته صبيحة تارقان تركية الأصل.

تعليمه

ثم تطرق إلى تعليم الشريف حيدر، الذي تلقى تعليما منزليا عاليا على عادة أبناء الأمراء والملوك، وتعلم العديد من اللغات المختلفة، وهي: العربية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية، وانتظم لدراسة الحقوق في جامعة إسطنبول سنة 1908، وبعدها بسنة انتظم في كلية الآداب وتخرج في الكليتين بعد 5 سنوات.

وقد تعلم الموسيقى أولا عبر البيانو ثم العود في سن العاشرة، وأخذ مبادئ العود على يد علي رأفت، وبعدها بأربع سنوات تعلم التشيلو، وبعد تمكنه منها أخذ بتطبيق تمارين التشيلو على آلة العود، مما أمكنه من تطوير آلة العود ووضع قطع موسيقية ذات مستوى موسيقي مذهل لم يصل إليه عازف عود أو مؤلف شرقي من قبله، ومن أبرزها قطعة "ليت لي جناح" و"الطفل الراكض" و"فرح فزا"، و"سماعي عراق" و"سماعي نهاوند" و"سماعي عشاق" و"تأملات" و"إيتيودات"، كذلك له منهج خاص للعود طبع سنة 1995.

شهرته في أميركا

بعدها تناول المحاضر خروج الشريف محيي الدين حيدر من الحجاز إلى تركيا، ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد سقوط الحجاز، وعاش ثماني سنوات هناك مارس فيها العزف على آلتي التشيلو والعود في حفلات كبيرة وعامة للجمهور الأميركي، وحقق في هذه الفترة شهرة عظيمة تضاهي العديد من عظماء العازفين في أميركا وقتذاك، وأصبح اسمه شائعا في الصحف الأميركية الكبرى، وخصوصا بعدما قدم بعض أعمال باجانيني على آلة العود.

معهد الموسيقى

في منتصف الثلاثينيات تلقى دعوة من أبناء عمومته الأسرة الملكية الحاكمة في العراق لإنشاء معهد موسيقي في بغداد، فافتتح المعهد الموسيقي هناك عام 1936، وتولى إدارته والتدريس فيه على آلتي التشيلو والعود، وقد تخرج على يديه العديد من العازفين الكبار في العراق مثل: جميل بشير، سلمان شكر، غانم حداد، منير بشير، باسم بطرس، الشاعرة نازك الملائكة.

وفاته

وفي عام 1948 أنهى مهمته في بغداد، وعاد إلى إسطنبول نهائيا ليستقر هناك وهو في سن السادسة والخمسين من عمره، وهناك ترأس جامعة منيجبل إلى أن استقال سنة 1951، وفي هذه الفترة تعرف على أشهر مطربة في تاريخ تركيا الحديث، وهي صفية آيلا التي تزوجته بتاريخ 8 أبريل 1950، وقد كان زواجه الأول والوحيد، وعاشا معا إلى وفاته بتاريخ 13 سبتمبر 1967.

back to top