ليت الأخ محمد بودي لم يرد على النائب بورمية حول النفايات والمخلفات المشبعة باليورانيوم، أياً كانت درجة ضررها حتى ننام مع حالة الإنكار التي عشناها منذ انتهاء حرب تحرير الكويت في نهاية فبراير 1991 إلى يومنا هذا، فالمستندات الدالة على نقل المخلفات تاريخها العام الماضي فقط، أي أنها بقيت في أرضنا ما يقرب من 18 عاماً، يكفي نصفها لكي يستنشق سكان الكويت ما يكفي لانقراضهم وهلاكهم لكل الأجيال القادمة.

Ad

ثمانية عشر عاماً عشناها ونحن نستنشق ونأكل ونشرب من أرض تسممت بينما كنا نسمع التقارير بأن شيئاً من هذا لم يحدث، وأن أي مواد مشعة أو مضرة لم تبق على أرض الكويت... إعلام وتأكيدات حكومية صدقناها أو أجبرنا أنفسنا على تصديقها لأنه ليس بيدنا غير أن نصدق... فالحقيقة أكبر من أن نستطيع مواجهتها.

وما دامت الحكومة ومجلس الأمة والجهات المعنية لم تؤكد وجود مثل هذه المخاطر فلِمَ نعيش في فزع؟... نهاية العمر موت باليورانيوم أو بغيره فلِمَ الفزع؟

الفزع ياسادة هو هذا الكم من أمراض السرطان والأمراض المستعصية التي لا يجرؤ أحد أن يبرر أسبابها، والفزع هو في مصير الأجيال القادمة التي ستشوه وستعيش الآلام ولا أحد منع عنهم هذا المصير. الموت حق لكن القتل جريمة والانتحار جبن، وما فعلته حكومتنا في الأعوام الثمانية عشر الماضية كان قتلاً بطيئاً أودى بأرواح كثيرة، وما سيأتي سيكون أعظم.

لا أدري ما الذي يمكن عمله الآن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ فبيانات السيد بودي لم تترك لنا أملاً كبيراً أو صغيراً وإزالة ما أزاله بعد كل هذه المدة قد جاء متأخراً جداً، ولكن أتمنى أن يأخذ مجلس الأمة هذا الأمر بجدية، وأن تشكل له لجنة تحقيق تعيِّنها جهات فنية متخصصة محايدة لا تخضع للضغوط المحلية أو الدولية. نريد حلاً للمعالجة إن كان هناك علاج، وحتى ذلك الوقت سنستكمل العيش في حالة الإنكار وسيتحمل المرضى آلامهم... فلعلَّ مجلس الأمة والحكومة يعطيان أولوية لحياة الناس بدلاً من العبث والتلهي في القضايا الجانبية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء