الانتصار المكلف
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
عندما يقول حسن نصرالله في رد فعله، الذي وصف فيه "الطرف الآخر" بأنه فاز بالاغلبية البرلمانية، بينما فاز حزبه وحلفاء حزبه بالاغلبية الشعبية، إنه على تحالف الرابع عشر من آذار ان يستفيد من التجارب الماضية، وألا يخطئ في تحديد أولوياته، فإنه يذكر بذلك اليوم "العظيم" الذي اجتاحت فيه قطعان حزب الله بيروت الغربية، ويقول لهؤلاء المنتصرين إنه عليهم ألا يحاولوا المس بالمعادلة القائمة التي تكرست في اتفاق الدوحة الذي عنوانه الثلث المعطّل وبقاء سلاح المقاومة.وهكذا فإن ما هو واضح كل الوضوح في كل ما قيل قبل الانتخابات وما تواصل قوله بعدها وبعد فوز قوى الرابع عشر من آذار فيها، ان المواجهة قادمة لا محالة، وانه إذا حاول المنتصرون ترجمة انتصارهم بالسعي إلى انهاء صيغة دولة حزب الله القائمة الآن داخل الدولة اللبنانية فإن غزوة السابع من أيار ستتكرر، وان لبنان كله سيدخل دوامة حرب أهلية طاحنة جديدة إن لم تقبل الاكثرية بكل شروط الاقلية، وتقبل بالثلث المعطل وبعدم المس لا بسلاح المقاومة ولا بمكانتها.بالحرف الواحد، قال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد، بعد ان تأكدت هزيمة حزبه وثبت انتصار تحالف الرابع عشر من آذار: "على الاكثرية العائدة الى البرلمان ان تتعهد بعدم المس بسلاح المقاومة، وان تؤكد ان العدو هو اسرائيل، وان هذه المقاومة غير قابلة للتفاوض وان سلاحها شرعي"، وهذا يعني انه على العرب ان يعدوا انفسهم لـ "دوخة جديدة"، فهذا الكلام واضح كل الوضوح ومعناه ان المنهزمين يرفضون الاعتراف بهزيمتهم، وانهم يصرون على تحويل انتصار المنتصرين الى هزيمة. لن تستسلم ايران لهذه الهزيمة وكذلك سورية، ويقينا انه إن لم تحصل ايران على ما تطمح اليه في هذه المنطقة والزام الولايات المتحدة بهذا، إما بالتفاهم أو رغم أنفها وإن لم تعط سورية مقعدا أماميا في قطار التسوية، فإن لبنان لن ينعم طويلا بهذا الانتصار، وإن فرح اللبنانيين المنتصرين لن يطول فها هي أصوات طبول الحرب باتت تقترب، وها هي الحرب الاهلية باتت تطل من كل الأبواب ومن كل النوافذ. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء