لقد أثارت الطريقة التي تعاطى بها الحرس الوطني مع ما كُتب هنا منذ أسابيع بشأن مشاركة المرأة في «الجنادرية 25» إعجاب ودهشة الكثيرين، وأذهلت حتى أولئك الذين حملوا عبر السنين صورة سلبية عن حساسية المسؤولين لدينا حيال ما يُطرح في الإعلام، متناسين أن عهداً جديداً بقيادة خادم الحرمين قد بدأ، وفكراً منيراً أضاء بسناه ليعمّ بنوره -قريباً بفضل الله- جميع من يمتلكون مفاتيح الأمور ومفاصل الحياة في هذا البلد الكريم. نحن بخير...

Ad

فأصواتنا لا تلتهمها الريح وتخبئها في غياهب الدجى، إذ هناك من يصغي إلى أصواتنا تلك ويحنو عليها ويتفاعل معها.

نحن بخير...

فهناك من يمد يده بين ضلوعنا ليجتث شجرة أوجاعنا قبل أن تثمر...

نحن بخير...

فهناك من يحارب الافتراء، ويلبي نداء الحق قبل أن يشيخ صوت هذا النداء.

نحن بخير...

فهناك من يحمل السراج في يده عابراً عتمات الدروب، باحثاً عن الحقيقة، غير عابئ بالرعب الذي تمارسه أشباح الظلام في الخفاء.

نحن بخير...

فرموز هذا البلد ولله الحمد يتمتعون برؤية صافية لا يشوبها الضباب مهما تكاثف، ولا يعميها الغبار مهما اشتد، ولا تقف الحواجز عائقاً أمام وصولها إلى الصواب مهما تعالت.

نحن بخير...

أن أكرمنا الله بمَلِكِ يخاف الله فينا، ويرقُّ قلبه لنا، ويرعى حقوقنا كمواطنين، ويحرص على عزتنا، ويتفانى لتظل هاماتنا عالية تطاول الغيم، لا يرضى بالظلم ولا يحتوي تحت عباءته ظالم، ملك أعاد للخُلق الأصيل نورانيته، وشموخه، وكبرياءه، وجعل هذا الخُلق صراطاً يفصل بين نهار الفعل وليله.

نحن بخير...

أن مازال هناك مؤسسات حكومية كالحرس الوطني تتعاطى مع الإعلام بشكل حضاري، وشفافية، أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين، وآمن بها رجل استثنائي يسمى متعب بن عبدالله، أميرٌ تجسدت كل أخلاق الفروسية فيه من نبل وشجاعة وحسن خُلق، وذكاء مدهش، وفطنة لا تغيب.

لقد أثارت الطريقة التي تعاطى بها الحرس الوطني مع ما كُتب هنا منذ أسابيع بشأن مشاركة المرأة في «الجنادرية 25» إعجاب ودهشة الكثيرين، وأذهلت حتى أولئك الذين حملوا عبر السنين صورة سلبية عن حساسية المسؤولين لدينا حيال ما يُطرح في الإعلام، متناسين أن عهداً جديداً بقيادة خادم الحرمين قد بدأ، وفكراً منيراً أضاء بسناه ليعمّ بنوره -قريبا بفضل الله- جميع من يمتلكون مفاتيح الأمور ومفاصل الحياة في هذا البلد الكريم، وليس غريباً أن يكون أكثر الناس تأثراً بهذا الفكر النيّر، وأكثرهم إيماناً به ابنه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله.

نعم... هناك من يتناسى هذه النقلة في حياة المملكة، وهناك من لم يصدّق حتى لو ذكر أو ذُكّر، لكن الحرس الوطني وهو المؤسسة العسكرية، لم يترك مجالاً لا لهؤلاء ولا لأولئك، إذ أعطى أصدق الأدلة وأنصع البراهين على رؤية حضارية رائعة ومغايرة للتعاطي مع الإعلام، معبّراً عن احترامه وتقديره للكلمة الصادقة المخلصة، خصوصاً إن وُجد ما يؤكدها.

وأخيراً... نحن بخير...

طالما هذه البلد مازال ينجب رجالاً مثل معالي الشيخ عبدالمحسن التويجري، ابن الشيخ عبدالعزيز التويجري رحمه الله، صديق المثقفين على امتداد الوطن العربي، والمفكر، والأديب، والذي كان رحمه الله، ثاني أهم شخصية كانت وراء وجود مهرجان الجنادرية وأوصلته إلى المستوى العالمي الذي هو فيه الآن.

معالي الشيخ عبدالمحسن التويجري، شخصية رزينة، هادئة، يتمتع بفكر واعٍ، وذهن وقّاد، ولباقة في الحديث، وعندما تلتقيه فإنما تلتقي رجلاً يجسّد كرم مُضيفٍ بحياء ضيف!

تشرفت بزيارته بناءً على موعد مسبق معه، فوجدت أمامي رجلاً شامخاً بخلقه، إنساناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ جليلة وسامية، يطرح ما لديه ثم يصغي إلى كل حرف يخرج من بين شفتيك بكل عقله، ثم يناقش كل نقطة تطرقت إليها بحديثك، وكأنما حفظ كل ما قلته عن ظهر قلب، يصحح مكامن الخطأ في ما قلت بكل إتزان، ويثني على مواضع الصواب بكل جمال، يخجلك تواضعه الذي تعرف أنه غير مصطنع من خلال انعكاس هذا التواضع على التفاصيل الصغيرة في السلوك والتعامل.

وعندما تطرق معاليه في الحديث حول ما كُتب في هذه الصفحة بخصوص «الجنادرية 25»، أكّد أن الحرس الوطني لا يتعاطى مع كل ما يكُتب بانفعال، إنما يسعى جاهدا إلى معرفة الحقيقة، مشدداً على دور الإعلام النزيه وأهميته في المساعدة على الوصول إليها، معتبراً أن مثل هذا الإعلام بمنزلة عين الحرس المفتوحة في حال رفّت إحدى عينيه، هكذا بكل وعي، وبكل حسٍّ عال في المسؤولية قالها، وكررها في أكثر من موضع بالحديث، ممّا يعكس إيماناً عميقاً ورغبة صادقة في إفشاء الشفافية البناءة التي تخدم المصلحة الوطنية، والتي كثيراً ما شدد عليها خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وطالب بها.

وبما أن الحديث كان مركزاً حول الجنادرية، وبعد أن وضعت بين يديه كل ما لدي من معلومات، وبعد أن دوّن ملاحظاته، نظر إليَّ قائلا: تأكّد أن جميع العاملين تحت مظلة الجنادرية من نساء ورجال هم أمانة في عنق الحرس الوطني وقياداته، وأن هذه القيادة لم ولن تسمح بالتجاوز على كرامة وإنسانية أحد منهم، تحت أي مبرر ومهما كان السبب، وأن من يسمح لنفسه بالتجاوز سينال جزاء ما يفعل.

كما لم تفُت على الحرس الوطني محاولة البعض استغلال ما كتب هنا لخدمة أجندتهم الخاصة والمتضمنة الوقوف في وجه مشاركة المرأة في مهرجان الجنادرية وضد تفعيل دورها في البناء عموماً، رغم تأكيدنا في ما كُتب هذا الدور وإكبار هذه الخطوة من قِبل القائمين على هذا المهرجان، بل وأمنيتنا أن تحظى المرأة بدور أكبر في الدورات القادمة.

كان حديث معاليه رائعاً ومباشراً نحو القصد والهدف، وطريقته في التعاطي مع الموضوع تنم عن عقلية متفتحة تملك الكثير من الفهم والحكمة وحسن التدبر.

شكراً لكم رموزنا...

شكراً لكم... فأنتم دائماً عند حسن ظنِّنا بكم.

وأنتم من يستمع إلى القول ويتبع أحسنه.

وأنتم من يعيد إلى الحق نصابه.

لذا سنبقى بخير، وكذلك هذا الوطن.