بات الاكتئاب والعزلة هما القاسم المشترك بين كل سفراء إسرائيل الذين عملوا في القاهرة، والذين يعتقدون أن حظهم العاثر ألقى بهم وسط محيط من الكراهية والتجاهل، أدى إلى إصابتهم بالاكتئاب، وطلبهم التعجيل بالرحيل من مصر.
السفير الإسرائيلي في القاهرة إسحاق ليفانون كان أحدث من انضموا إلى لائحة السفراء الإسرائيليين المكتئبين، إذ بعث ليفانون بشكوى إلى الحكومة الإسرائيلية يحتج فيها على ما قال إنه "تعامل بارد" من قبل كبار المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية تجاه طاقم سفارته، مطالباً بسرعة إنهاء خدمته في القاهرة.لكن ليفانون ربما يكون السفير الإسرائيلي الوحيد الذي عاش مثل هذه الأيام من الرعب والذعر في القاهرة، ففي الوقت الذي كانت غزة تقبع فيه تحت حصار إسرائيلي خانق، كان ليفانون يخضع لحصار من نوع آخر، وصل إلى حد الاختباء في منزله أسبوعاً كاملاً، ومطالبته السلطات المصرية بتشديد الحراسة على مقر السفارة وعلى منزله، فضلاً عن استئجار عشرات من الحراس الشخصيين التابعين لإحدى شركات الأمن الخاصة.حالة الذعر، التي أصابت السفير الإسرائيلي، بدأت منذ أوائل الشهر الجاري، عقب اعتداء قوات البحرية الإسرائيلية على "أسطول الحرية"، حيث طالب وزارة الداخلية– إدارة الحراسات الخاصة– من خلال أربع مذكرات قدمها إلى وزارة الخارجية، خلال الـ15 يوماً الماضية، بتكثيف الحراسة على السفارة الإسرائيلية بجوار كوبري الجامعة في الجيزة، ومقر سكنه في شارع أنس بن مالك في حي المعادي، مع مراعاة تغيير طاقم الحراسة بين الحين والآخر لضمان عدم تجنيد أحد أفراده للنيل منه.وعقب اعتداء البحرية الإسرائيلية على "أسطول الحرية" أصيب ليفانون بحالة من الذعر والهستيريا، وقام على الفور بمخاطبة وزارة الخارجية المصرية لتكليف وزارة الداخلية تكثيف الحراسة على مقر سكنه ومقر السفارة، وخصوصا مقر سكنه الذي لم يغادره مدة أسبوع عقب الاعتداء، لاسيما مع تصاعد الاحتجاجات من القوى السياسية المصرية، وقام ليفانون بالاتصال بوزارة الخارجية الإسرائيلية طالبا العودة إلى تل أبيب إلى حين عودة الهدوء إلى المصريين، لكن المسؤولين في وزارة الخارجية طمأنوه، ووعدوه بحسم الأمر مع وزارة الخارجية المصرية.وبالفعل خاطبت وزارة الخارجية الإسرائيلية نظيرتها المصرية بخطاب بتاريخ 2 يونيو الجاري، طالبت فيه بتكثيف الحراسة على مقر السفارة الإسرائيلية في الجيزة وسكن السفير في القاهرة، وهو ما نفذته وزارة الداخلية بالفعل، وقامت إدارة الحراسات مساء يوم 3 يونيو الجاري بمضاعفة عدد قوات الحراسة لتصل إلى 576 فرداً.وفي اليوم التالي قام ليفانون بإلغاء جميع الندوات والأمسيات والفاعليات التي اعتاد تنظيمها منذ وصوله إلى القاهرة بشكل يومي، لأجل غير مسمى، خوفاً على حياته، كما كلف سكرتيره التعاقد مع شركة أمن خاصة، لتوفير عدد 120 فرد أمن لتولي الحراسة حول مسكنه من الداخل، وبالفعل تسلم أفراد الأمن الخاص عملهم تحت إشراف وزارة الداخلية المصرية.يذكر أنه خلال الـ15 يوما التي جلسها ليفانون في منزله كانت زوجته تمارس حياتها بشكل طبيعي، فقامت بالتنزه والتجول والتسوق بحرية.
دوليات
يوميات السفير الإسرائيلي في القاهرة: هستيريا ورعب واختباء... وشكوى من التجاهل
27-06-2010