• ما ينزل من الضرع من لبن ومن الغيم من مطر هو المعنى للدر، وهو كناية عن فعل ممدوح الصادر عنه، وإنما نسب فعله إليه تعالى نحو قولنا لله أنت ولله أبوك، فمعنى لله دره ما أعجب فعله... ولله دره تقال لمن يُمدح ويُتعجب من عمله، فإذا ذم عمله قيل لا در دره (انتهى).

Ad

• اليوم تتسارع الأحداث والاستحقاقات الدستورية حول شبهات الاستجوابات المقدمة لسمو الرئيس والوزراء، وكذلك طريقة التعامل معها وما يصاحبها من تفسيرات لا تخدم الاستقرار السياسي، خصوصا في ظل تركة خلفت وراءها ست حكومات وثلاثة مجالس نيابية دفع الوطن وعجلة التنمية ثمنها.

• مطالب التهدئة لم تجدِ نفعا لحاجة في نفس القوم، ولن تنجح على المدى المنظور على الأقل، وكأنها دعوة ناسك ليس لها حجاب.

• نظرية الحل بالحل لترويض النواب وإثنائهم عن التأزيم لم تجدِ نفعاً، فهي الأخرى فُكَّت شفرتها بحملة انتخابية لا تكلف أكثر من ثلاثة آلاف دينار مع بعض الوعود؛ عدم الوفاء بها «ما يحتاج كفارة»!

• استقالة الحكومة أو تدويرها لم تنه ملاحقة النواب المستمرة للوزراء، رغم أن الدستور يزيح عنهم المسؤولية القانونية تجاه أي تصرفات سابقة.

• أربعة استجوابات لم يبدِ مقدموها أي مرونة تذكر ماعدا ما تناولته وسائل الإعلام حول استعداد النائب الدكتور فيصل المسلم بتحويل جلسة الاستجواب إلى سرية مشروطة بالتصويت بالاسم.

• زخم إعلامي لكل استجواب علق عليه أحد الأصدقاء ببساطة قائلاً نكتة أقرب إلى الواقع: «ما عندنا شيء نتابعه أكثر متعة من تراشقات النواب وردود الوزراء»!

• تصريحات النواب مقرونة بـ»لا» كبيرة تلاحق الوزراء لتنال من استعدادهم وجاهزيتهم، ولتربك حساباتهم وحسابات من يؤيدهم من النواب.

• اتفاقات مسبقة وترتيبات جمع التواقيع اللازمة لطرح الثقة هي الأخرى وسيلة استباحها النواب لرفع مستوى الضغط المباشر على الوزراء.

• احترام دستور الكويت ليس مسؤولية حكومية منفردة، بل فكرة سُوِّق لها بذكاء لإلقاء اللوم فيها على الحكومة تحسباً لأي تصعيد يحصل من نواب البرلمان دون أن يكونوا شركاء فيها.

• قبل الخوض في كيفية إدارة الاستجواب، على الحكومة ألا تأخذ الاستجوابات كحزمة، بل عليها قراءتها منفردة وحسابها بدقة وألا تنخدع بالأغلبية، فلكل استجواب ظروف خاصة به.

• المواجهة مطلب تقتضيه المرحلة الحالية لكشف المستور وإنهاء «بعبع الاستجواب» والتعامل معه كمادة أوجدها المشرع للإصلاح.

«توب توب يا بحر أربعة»... «تكفه لا تكمل»... قلتها من قلبي ليس حباً في الحكومة، ولكن لالتقاط الأنفاس ومعرفة الرسالة التي ينوي نوابنا الأفاضل إيصالها، فكل تفكيري انحصر بالحل وتعطيل مصالح الناس.

• لأول مره أتعب من الكتابة خوفاً من نفسي أن يصيبها اليأس، ولكني استعذت بالله وذكرت قوله تعالى: {فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً}... ورجعت إلى عنوان مقالي «لله درك ولله أنت ولله أبوك يا أبا صباح ولله دركم من نواب ومن وزراء» إن أخلصتم لله وللوطن وللأمير.

• همسة في أذن كل من يسعى إلى نهش الدستور «لا در دره وتبت يداه»

• أخيراً لكل حجاجنا حج مقبول وذنب مغفور وتقبل الله طاعتكم.

ودمتم سالمين.