الحكومة الإسرائيلية تطلق حملة لوقف المساعدات إلى الجيش اللبناني

نشر في 06-08-2010 | 00:01
آخر تحديث 06-08-2010 | 00:01
جنبلاط: اتهمنا سورية وتبيّن أن هذا الاتهام كان مبنياً على شهود زور
لاتزال تداعيات المواجهات الدموية التي وقعت بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية تتفاعل، في حين بدأت إسرائيل تتحرك على الساحة الدولية لمنع تقديم أسلحة إلى الجيش اللبناني.

بينما ساد الهدوء المناطق الحدودية جنوب لبنان في أعقاب المواجهات الدموية التي وقعت الثلاثاء الماضي بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، أطلقت إسرائيل حملة دبلوماسية لوقف المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني مركزة جهود هذه الحملة باتجاه الولايات المتحدة وفرنسا، في حين طغى على الساحة الداخلية في بيروت توقيف شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي أمس الأول، القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد المتقاعد فايز كرم بتهمة التعامل مع إسرائيل.

ونقلت التقارير الإعلامية الإسرائيلية عمن وصفته بـ»مسؤول أمني كبير» أنّه «على الرغم من تحفظات إسرائيل، حولت الإدارة الأميركية إلى لبنان خلال سنة وحتى الآن نحو 400 مليون دولار لشراء مختلف أنواع الأسلحة، كما أن فرنسا تزود الجيش اللبناني بكميات كبيرة من الأسلحة بما في ذلك صواريخ متطورة مضادة للدبابات»، معرباً عن استياء إسرائيلي بالغ من ذلك على قاعدة أنّ «مواصلة تزويد الجيش اللبناني يضاعف التهديد لإسرائيل».

إلى ذلك، حذّر مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون أمس، مما أسماه «خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني»، وقال للإذاعة الإسرائيلية العامة «هناك خطر من أن يبدأ الجيش اللبناني يتصرف مثل حزب الله». وأضاف: «إذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش فسيكون علينا التعامل مع الجيش بشكل مختلف تماماً».

توقيف كرم

وقد حصد توقيف كرم صدمة مدوية في الأوساط الشعبية كما السياسية، نظراً لأنه من مؤسسي «التيار» وأحد أعضاء الحلقة الضيقة المقربة من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.

وعلّق رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على اعتقال كرم، فقال: "السقوط في الخيانة هو حالة إنسانية ومن لا يتوقعها يكون ساذجاً وسخيفاً تماماً كالشخص الذي يكون دائماً في حالة خوف، لكن ما يصدمنا هو الشخص"، مذكّرا في هذا السياق بأن "ثلاثة من رُسل السيد المسيح سقطوا في الخيانة".

 ودعا عون، في كلمة له خلال خلوة لهيئة الانتشار في "التيار الوطني الحر"، إلى "الاستمرار في العمل من دون أن تؤثر هذه الحادثة على التيار"، مؤكداً أن "التيار أقوى ولن تؤثر الحادثة على الثقة داخله وبين أفراده"، وقال: "بعد هذه الحادثة نحن أقوى ولا يشك بعضنا في بعض، ونتحمّل هذه المواضيع وكأنها جزء من المعركة السياسية ومن الخسائر التي نتكبدها في اطار هذه المعركة، وهذا الشيء لا يؤثر في ثقتنا بأنفسنا وبالآخرين، ولا بنظرة بعضنا إلى بعض، التي تبقى هي نفسها ومسيرتنا سوف تستمرّ وسوف نكون أقوى".

بري

 

وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس، «إسرائيل توّجت خروقاتها للقرار 1701 في العديسة ثم نقرأ أن الحق طلع علينا وعلى شجرة العديسة في التصريحات الأميركية وغيرها، ويتكلمون على أساس أن لبنان هو المعتدي». ولفت بري إلى أن «هناك مناطق عديدة تعتبرها إسرائيل جزءاً من أرضها ونحن نعتبرها تابعة لأرضنا، وهذه المساحات اتفق ألا يحصل عليها أي شيء أو فعل من أي جهة إلا بالاتفاق مع اليونيفيل، وممنوع أن تُمّس قبل العودة الى اليونيفيل والتخطيط معها للموضوع».

وقال بري: «بعد اتصالاتي مع اليونيفيل والقيادات، فإن اسرائيل رفضت حتى أن تقطع اليونيفيل الشجر رغم موافقتنا لأنهم يريدون التحرّش بلبنان، لأن المجيء العربي إلى لبنان وزيارة أمير قطر للمناطق الحدودية أزعجت الإسرائيليين وهم الذين يريدون الفتنة، وما حصل أننا فوّتنا فرصة على الفتنة».

جنبلاط

في موازاة ذلك، أشار رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي عُقِد أمس، بعد زيارته دمشق أمس الأول، إلى أن «الجهد العربي المشترك ولاسيما السعودي السوري كان أساس الطائف وأنهى الحرب اللبنانيّة، وزيارة الأسد - عبدالله بداية لتثبيت الاستقرار ولمنع الفتنة في لبنان».

وأوضح رئيس «اللقاء الديمقراطي» أنه «كان في صلب المحادثات في سورية أن جميعنا مع المحكمة لكن على ألا تستخدم لغير غرضها الأساس لأن هناك من يريد استخدام المحكمة للفتنة»، مطالباً بـ»الحذر كثيراً من هذه المحاولات». وقال جنبلاط: «إلى عام 2004 كان الهدوء في لبنان وكانت بداية مؤشر الخطر الأكبر، وهو القرار 1559 وتجريد الميليشيات من السلاح حين سموا المقاومة ميليشيا». ورأى أن «القرار لا يمكن أن ينفّذ إلا بزلزال كبير وكان هذا الزلزال اغتيال رفيق الحريري»، مضيفا: «نحن اتهمنا سورية بالاغتيال وتبيّن أن هذا الاتهام سياسي، وكان مبنياً على شهود أسميهم شهود زور حرّفوا كل شيء، وعندما فشلوا خرجوا علينا باتهام حزب الله، وظهر هذا بشكل علني في لو فيغارو وديرشبيغل أولا ثم في الـ2010. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي والتلفزيون الإسرائيلي يحددان أن الفتنة في لبنان آتية بعد ظهور القرار الظنّي للمحكمة».

back to top