اتقوا الله في المسلمين 
يا وزير الاوقاف!


نشر في 08-04-2010
آخر تحديث 08-04-2010 | 00:01
 د. ساجد العبدلي وصلتني هذه الرسالة، وأنشرها مع بعض التصرف لظروف المساحة، ولي عودة بعدها بسطر أو اثنين:

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لقد ألح عليّ إخوة كرماء في المركز العالمي للوسطية– الذي أعمل فيه بدوري- ممن يتوسمون في شخصكم وقلمكم الكريم كل خير ورعاية واهتمام، أن يلقى حالهم من شخصك الفاضل اهتماما بوضعهم ضمن النقاط التالية نظرا لصعوبة المآل الذي آلت إليه أحوالهم:

1- توقف صرف رواتبهم منذ 3 شهور حتى اليوم... وهذا التوقف هو الرابع من نوعه خلال 3 سنوات، حيث توقف الصرف قبل ذلك لمدد تتراوح من 3 إلى 4 شهور (آخرها شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2009).

2- تقرر قبل أسبوع سحب ميزة تذاكر السفر للباحثين (نحو 20 باحثا من حملة الماجستير والدكتوراه) وهو ما يخل بالعقد الموقع والمبرم بين الباحثين ووزارة الأوقاف، ما يعني تكبيد العائلات مصاريف وأعباء كبيرة عليهم، ونحن على أعتاب الإجازات السنوية الصيفية.

3- موازنة المركز العامة تصرف سنويا من قبل وزارة المالية لكن ديوان الخدمة يرفض تحويل إذن الصرف لوزارة الأوقاف بسبب عدم اعتماده للهيكل الإداري للمركز، وهو المرفوع– أي الهيكل- منذ عام 2007 دون نظر أو دراسة أو بحث لأسباب مجهولة.

4- بسبب تأخر الرواتب لجأ العاملون في المركز وعددهم 53 عاملا إلى الاستدانة المتكررة أملا في سداد الالتزامات (أجرة المنزل– قسط السيارة– أقساط مدارس الأولاد– المصروفات الضرورية للأسرة من مأكل ومشرب وملبس) علماً أن كثيرا من العاملين مرتبطون بالتزامات وديون خارجية لا يعلم أثرها في نفسياتهم إلا الله.

5- بسبب موت الفكرة كويتياً– فكرة أن تكون الكويت مركزا عالميا للوسطية كما طالب سمو أمير البلاد في مؤتمر الأمم المتحدة 2008– والمحاربة التي جوبه بها المركز، وخفوت الفكرة كفكرة كويتية، برزت مراكز أخرى في بلدان أخرى أخذت الصيت والصدارة والاهتمام مثل المركز الدولي للوسطية في موريتانيا بإشراف وإدارة الشيخ العالم محمد ولد الددو... وهو ما يعني عمليا استثمار الآخرين للفكرة التي وئدت كويتيا.

6- إن ما يحز بالنفس هو إهدار طاقات فاعلة كانت شعلة في مراكزها الوظيفية في بلدانها، مع التأكيد المهم بأن الباحثين لم يأتوا إلى الكويت لطلب العمل بالمركز، بل شكلت لجنة ذهبت للتعاقد معهم في بلدانهم وهو ما يرتب التزاما أخلاقيا على الدولة أن تتكفل بأوضاعهم الوظيفية ومستقبلهم كباحثين متخصصين، ينقلون بوزنهم الوظيفي كامل الانطباعات التي يلقونها إلى بلدانهم وأصدقائهم ومعارفهم عن طبيعة العمل في الكويت وآليات التعاطي مع صاحب الخبرة وشكل التعامل مع الموظف الوافد لدى الحكومة الكويتية.

7- لقد بات العامل في المركز يتحاشى حارس عمارته وبائع بقالته ووجوه دائنيه وحتى بات يهرب من متطلبات أطفاله الأساسية– وهنا لا تتحدث عن مساهمته في مساعدة ذويه في بلده الأصلي- خصوصا إذا علمنا ألا مصدر له بالمطلق لأي مورد مالي سوى راتب المركز.

8- إن المطلوب هو حل عادل فعلي، يحفظ للعاملين ماء وجوههم ويرفع عنهم حرج السؤال ومد يد الحاجة للقريب والبعيد– البعض لجأ إلى جمعيات نفع عام وأخذ قرضا حسنا دون فوائد- حلٌّ يقوم إما على اتخاذ قرار جريء من الجهات المختصة بالإبقاء على المركز وبالتالي منحه الاهتمام اللائق بفكرته والعاملين فيه، وإما سرعة البت بقرار إنهائه والعمل على إيجاد بدائل منطقية لأكثر من 53 موظفا وباحثا ضمن وزارات الدولة حفاظا على كرامة هؤلاء العاملين الذين تكبدوا مشقة ترك أوطانهم وأهليهم وجاؤوا إلى الكويت– بطلب من الحكومة- لإعمار فكرة لو أعطيت حقها من الاهتمام لأصبح يشار إلى الكويت عالميا بالبنان... وأخيرا يقول تعالى «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها» وقول نبيه عليه السلام «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».

التوقيع: مجموعة من العاملين والباحثين في المركز العالمي للوسطية». (انتهت الرسالة).

معالي وزير الأوقاف، الرسالة أعلاه تتحدث عن نفسها، ولا حاجة لأي كلام بعدها، فاتقوا الله في المسلمين، وإنك من موقعك، موقع هذه المسؤولية الكبرى التي تسلمتها طوعا، لمطالب أمام الله والناس باتخاذ موقف حاسم وشجاع تجاه مركز الوسطية ومن يعلمون فيه، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة!

back to top