ثمن رفع اليد وخفضها
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
قد يقول قائل إن الوزير قد ذكر هذا الكلام قبل أن ينضم إلى الحكومة الحالية، ولكن هذا القول «مأخوذ خيره»، فالوزير لم ينف هذه الاتهامات بعد قبوله للحقيبة الوزارية، ولم يعتذر عنها حتى خلال جلسة مناقشة الاستجواب الموجه إليه أخيرا مع أن النائب الفاضل د. فيصل المسلم قد تطرق إليها أثناء مداخلته في جلسة التصويت على طرح الثقة، ما يعني أنه لايزال مصراً على ما قاله، لذا فإن المسؤولية السياسية والأخلاقية تحتم على الحكومة ومجلس الأمة على حد سواء الطلب من الوزير تقديم المستندات التي تثبت ذلك على وجه السرعة، وتحمل ما سيترتب على ذلك من نتائج سياسية لأننا هنا أمام احتمالين خطيرين لا ثالث لهما: إما أن الوزير على حق، وإما أن ما ذكره لا يعدو كونه اتهامات باطلة، وفي كلتا الحالتين فإن هناك فضيحة سياسية من الوزن الثقيل يجب ألا تمر من دون مساءلة سياسية.كثيرة هي الشواهد التي تدل على حالة العبث السياسي الذي نعيشه في السنوات الأخيرة لكن أن يصل الأمر إلى اتهامات حكومية للنواب بالفساد السياسي وتلقي أموال من جهات خارجية، ثم تمر هذه الاتهامات من غير أن تحقق فيها الحكومة، وتتخذ فيها إجراء فإن هذا الأمر غير مسبوق، وهو ما يدل على أننا قد وصلنا إلى مرحلة سياسية خطيرة تنذر بعواقب وخيمة على تطورنا الديمقراطي وعلى مستقبل بلدنا، لذلك فإن جزءا من المسؤولية يقع أيضا على عاتق القوى السياسية الوطنية كافة، ومنظمات المجتمع المدني التي يتعين عليها المطالبة بالبدء فورا بعملية تحقيق سياسي في هذه الاتهامات الخطيرة، فهل من مبادر؟