لا يوجد شيء أفضل من الجلوس أمام التلفزيون ومشاهدة أي برنامج مُفضَّل لدى المشاهد، فهذه الطريقة من أنجح الطرق لاسترخاء الجسد والعقل من حال القلق والتوتر والتفكير، إذ أن عملية الفرجة تفرّغ العقل من محتواه أو أنها تسد مجرى التفكير وتترك العقل ينغمس في حالات أخرى غير التي توتره، وأنا من الذين يمارسون هذه العادة، وسأعلق اليوم على بعض ما شاهدته في التلفزيون، ولنبدأ ببرنامج «البيت بيتك»، وهو من البرامج الحوارية الجيدة خصوصا الأربعاء الذي تكون فيه مقابلة مع الشيخ «خالد الجندي»، الذي هو في رأيي أفضل من يقدم البرامج الدينية، وأنا حريصة على متابعة حواره.
في إحدى الحلقات قال إنه على الإنسان أن يقول لنفسه منذ أن يصبح وهو أمام المرآة: أنت لست إلا بميت، وأعتقد أنها عبارة صعبة ومتشائمة لافتتاح يومنا بها، صحيح أننا ميتون ونعلم هذه الحقيقة، لكن هناك عبارات أخرى لافتتاح اليوم بها مثل أصبحنا وأصبح الملك لله، وهناك الكثير من الافتتاحيات الصباحية المشرقة بالحياة وبالأمل مع إدراك حقيقة أننا ميتون.* كذلك نجد في الأفلام المصرية والمسلسلات العربية دائما يأتي ذكر الله قبل ارتكاب الجريمة وما بعدها، فمثلا يقول المجرم قبل قيامه بالسرقة أو القتل أو تهريب الممنوعات: يا رب استرها ، أو يا رب وفقني، أو بإذن الله، أو الله كريم... إلخ.والغريب أن يُسمح بمرور مثل هذه العبارات في السيناريو، فهل من المعقول أن يستر الله أو يحفظ أو يكون كريما ومتساهلا مع الجريمة؟ أتمنى من كتّاب سيناريو الأفلام والمسلسلات الانتباه إلى هذه المقولات الدارجة على لسان البشر، حتى من دون التفكير بها، فهي من الخطورة لأنها تؤكد أن الله يتستر على المجرم وعلى الجريمة وهذا شيء لا يجوز تمريره في وعي الصغار.* في المسلسل السوري «طوق الياسمين»، مثّلت سلافة معمار أغلب مشاهدها التي كانت في مستشفى الطب النفسي، وعلى طول الحلقات الممتدة ما بين أيام وشهور صورت كلها لغاية الحلقة 25 ببيجاما برتقالية، فهل يعقل أن يمر الزمن عليها في ذات البيجاما، أعتقد أنها غلطة كبيرة في حق المسلسل.* في أغلب المسلسلات السورية نجدها كأنها تروّج لتدخين السجائر من كثرة ما يدخن النجوم فيها، وبلغ الترويج أوجه في مسلسل لا أتذكر اسمه الآن، وهو من بطولة قصي الخولي وسلافة معمار ويدور في عالم المافيا وفي صورتها النمطية، من يخوت وسيجار ونساء ومسدسات وقتل كثير، وهذه المشاهد تعطي انطباعا بحلاوة التدخين والترويج له، لاسيما عندما يكون المدخن بوسامة قصي الخولي.نأتي الآن إلى مسلسل «أسمهان» الذي لم تتوقف كل المحطات عن عرضه منذ رمضان حتى الآن، وقد أصبح من كلاسيكيات الدراما العربية الممتازة، وسيبقى في ذاكرة الأعمال الخالدة ، ونحن الآن في انتظار مسلسل ليلى مراد الذي أتوقع أن يكون بجودة مسلسل أسمهان، فهو لذات المنتج إسماعيل كتكت الذي خرج بخبرة كبيرة، فلابد أن تأتي الأعمال الأخرى على نفس المستوى.* متابعة المسلسلات الجيدة تعني متابعة التمثيل الجيد، لأنه في النهاية كل القصص معروفة ومستهلكة خاصة بالنسبة إلى الكاتب، لكن ما يشد إلى العمل هو جودة التمثيل وإتقانه كذلك نحن نتابع المسلسل لأنه يصبح لدينا أسرة نطل عليها كل يوم ونشاركها حياتها وأحداث يومها، وهذا هو سر ديمومة الالتصاق بالشاشة.
توابل
تلفزيونيات
20-07-2009