للحزن خمسة اصابع

نشر في 11-01-2010
آخر تحديث 11-01-2010 | 00:00
 فوزية شويش السالم التجربة الإماراتية... أو الظاهرة الإماراتية مذهلة على كل الصعد، فهي ليست فقط طفرة عمرانية متميزة، بل نهضة شملت مظاهر الحياة كلها، مما انعكس تماما على بناء الإنسان الإماراتي بشكل واضح.

ويبدو أن النهضة العمرانية والاقتصادية والسياسة الانفتاحية قد انعكست على الحياة الثقافية، وهو التحصيل الحاصل نتيجة لهذا التطور الذي انعكس على ثقافة البلاد، وهذا ما نشهده الآن من كثرة في الندوات والمؤتمرات والمهرجانات والملتقيات والحفلات الموسيقية العالمية، وبالرغم من أزمة دبي التي ستمر منها بإذن الله بكل سهولة، نجد أن هذه القفزة الثقافية قد أفرزت كتابا وفنانين في مختلف المجالات، شعر ورواية ومسرح وسينما وفنون تشكيلية.

وفي شهر مايو الماضي قُدمت لنا في ملتقى الرواية النسوية في الشارقة 13 رواية، والآن اكتشفت أن وزارة الثقافة للشباب والتنمية نشرت 30 كتابا في سنة واحدة، وكذلك المجمع الثقافي الذي نشر 15 كتابا ما بين شعر وقصة ورواية، وأيضا في هذه السنة، وحين اطلعت على بعضها وجدتها كتابات ناضجة بالرغم من أن أغلبها هي التجربة الأولى لمؤلفها، وهذا مما يثير الإعجاب والتعجب، كيف تمكن كل هؤلاء الكتاب من كتابة التجربة الأولى لهم بهذا النضج لو لم يكن هناك انعكاس كامل لضوء هذه الطفرة على الحياة الإنسانية في الإمارات.

وباختيار عشوائي بدأت في قراءة ديوان «زحام لا أحد فيه» للكاتب محمد حسن أحمد الذي تحتار في توصيفه، فهو روائي وشاعر ومصور وكاتب سيناريو، وهذه المعلومات حصلت عليها من الإنترنت من بعد ما أدهشتني كتاباته لأنها التجربة الأولى له في الشعر والرواية، وجاءت بهذا النضج، وحين قرأت بعضا من المقابلات التي أجريت معه، وجدت أن رؤيته تتطابق مع شعره وروايته، وهذا مما يثبت صدق تجربته وحقيقتها، فهي ليست مزورة ولا مستعارة ولا مستوردة ولا منقولة أو مسروقة من الإنترنت كما يحصل مع أغلبية الكتاب، فتجربته الشعرية ناضجة وجملته طازجة غير مستهلكة، وكنت أتمنى لو أن مساحة المقالة تتيح عرض نماذج أكثر من شعره.

ديوان «زحام لا أحد فيه» أعطاني صورة للكاتب مختلفة عما عكسته روايته «للحزن خمسة أصابع» وحين اطلعت على صوره ومقابلاته الصحافية دهشت من كونه معروفا ومشهورا وله أعمال سينمائية نالت جوائز مختلفة، فاستغربت من وجودنا في خليج واحد ويجهل بعضنا بعضا إلى هذا الحد.

روايته للحزن خمسة أصابع ربما تكون سيرة لصديقه الذي توفي مع زوجته وطفلته في حادث تصادم مروع، الأمر الذي ترك جرحا غائرا في روح الكاتب. 

back to top