يبدو أن الخلافات العربية - العربية التي كانت تعيش نوعاً من السبات خلال الأشهر القليلة الماضية، عادت إلى الاستيقاظ عند أول منعطف، إذ اختلف وزراء خارجية  دول لجنة مبادرة السلام العربية خلال اجتماعهم في القاهرة أمس، بشأن قبول المقترحات الأميركية الجديدة لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

Ad

انقسم وزراء خارجية دول لجنة مبادرة السلام العربية، خلال اجتماعهم في القاهرة أمس، بشأن قبول المقترحات الأميركية لاستئناف عملية السلام، التي تنص على إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بطريقة غير مباشرة، على أن يلتزم الإسرائيليون تقديم محفزات إلى الجانب الفلسطيني تتضمن وقفاً مؤقتاً للاستيطان.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ أمس، على أن الفلسطينيين سيلتزمون التوافق العربي وبأي قرار عربي بشأن المفاوضات.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن عباس اطلع وزراء خارجية دول لجنة مبادرة السلام العربية (الأردن، والبحرين، وتونس، والجزائر، والسعودية، والسودان، وسورية، وفلسطين، قطر، ولبنان، ومصر  والمغرب، واليمن) والأمين العام للجامعة العربية، بالإضافة وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان على المقترحات الأميركية الجديدة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأشارت هذه المصادر إلى أن لجنة مبادرة السلام انقسمت بين اتجاهين، الأول يرفض الموافقة على بدء المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وتقوده سورية وقطر، والثاني يوافق على استمرار المساعي والجهود العربية لاستكمال الإيضاحات المطلوبة من الجانب الأميركي بشأن مسار السلام وتقوده السعودية ومصر.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أن المطروح حالياً بشأن إطلاق المفاوضات هو أن يستمر المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في جهوده، من أجل خلق المناخ المناسب لإطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي.

خيارات

وأشار المصدر إلى أن الفلسطينيين لديهم عدة خيارات إذا فشلت المفاوضات غير المباشرة، منها الذهاب بالقضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن أو تصعيد "الثورة الشعبية" ضد الاحتلال، أو المطالبة بدولة ثنائية القومية في فلسطين التاريخية.

 وقال المصدر إن الرؤية الفلسطينية التي سلمتها منظمة "التحرير الفلسطينية" للإدارة الأميركية تتضمن إطلاق مفاوضات غير مباشرة مدة ثلاثة أشهر (90 يوماً) مع وقف الاستيطان، وأن تقر وتعترف إسرائيل بأن التسوية النهائية ستكون على أساس مرجعيات عملية السلام والقرارات الدولية ذات الصلة، ومن ثم الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، وأن تبدأ مفاوضات الحل النهائي بتحديد حدود الدولة الفلسطينية على كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، وقيام الولايات المتحدة والرباعية الدولية بالضغط على إسرائيل للاستمرار في تنفيذ ما تعهدت به.

وكان عباس عقب لقائه مبارك ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك خلافات بين السلطة وبعض الدول العربية، بخصوص ما تردد عن اعتزام ليبيا توجيه دعوة إلى حركة "حماس" لحضور القمة العربية المقبلة في طرابلس أنه "لا توجد خلافات حول دعوة أحد إلى القمة، ونحن لم نسمع أن هناك توجهاً من قبل ليبيا لدعوة أحد خارج إطار الدعوات الرسمية التي نعرفها وتعودنا عليها"، وأكد: "عندما ذهبت إلى ليبيا لم أسمع مثل هذا الكلام على الإطلاق، وبالتالي فإن هذا الموضوع لم يكن محل بحث، لا معنا ولا مع غيرنا".

كما طالب عباس الدول العربية برعاية القدس الشرقية في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية فيها، محذراً من أن الوقت قد يصبح "متأخراً" للرد على تلك الإجراءات.

وينعقد اجتماع موسع في القاهرة اليوم لوزراء الخارجية العرب.